هاجمت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وذراعها السياسي حزب العدالة والبناء، الرئيس التونسي قيس سعيد، بعد تصريحاته الأخيرة حول حكومة طرابلس، والتي قال فيها إن حكومة الوفاق في ليبيا تحمل شرعية مؤقتة.
وأمس الاثنين، أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد، في مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة أن تحل مكان حكومة الوفاق سلطة جديدة، مجدداً في الوقت ذاته رفض تونس لتقسيم ليبيا.
وأظهرت تصريحات الرئيس التونسي وضوحاً كبيراً في الموقف التونسي تجاه الأوضاع في ليبيا، بقوله إن السلطة القائمة في طرابلس تقوم على شرعية دولية، ولكن هذه الشرعية الدولية لا يمكن أن تستمر، هي شرعية مؤقتة، ويجب أن تحل محلها شرعية جديدة، شرعية تنبع من إرادة الشعب الليبي.
واعتبر مراقبون تصريحات الرئيس التونسي بمثابة الصدمة لجماعة الإخوان في ليببا، والتي كانت تعول على قرب تونس من المحور التركي القطري، الداعم لحكومة الوفاق في ليبيا.
حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان في ليبيا، شن هجوماً حاداً على الرئيس التونسي، في بيان له عبر صفحته على الفيس بوك، قال فيه: “واضح جداً افتقاد الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الحد الأدنى من المعرفة بالأزمة السياسية في ليبيا وتركيبة شعبها، حديثه عن دستور يكتبه زعماء القبائل وإسقاطه للوضع الأفغاني على ليبيا أمر مثير للسخرية، إضافة الى المنطق الاستعلائي الزائف المفتقر إلى الدبلوماسية إزاء السلطة الشرعية، التي جاءت بناء على اتفاق بين الليبيين برعاية الأمم المتحدة ووفقاً للإعلان الدستوري الذي لا زال ينظم الحياة السياسية”.
وتابع الحزب: “قبل أن يتم التآمر على الحياة السياسية أجرت ليبيا عمليتين انتخابيتين شارك في إحداها قرابة 70% من الشعب، وعشرات الأحزاب؛ ليبيا بها الآن دستور جاهز للاستفتاء عليه أعدته هيئة منتخبة ديمقراطياً من الشعب مباشرة، ليبيا كغيرها “شعوباً وقبائل” ولكنها ليست مجتمع قبلياً بالشكل الذي يتصوره، ليبيا أعلنت فيها منذ عشرينات القرن الماضي الجمهورية الطرابلسية وكانت سابقة للجميع”.
وواصل الحزب الذي يترأسه محمد صوان هجومه على قيس سعيد، وجاء فيه: “السيد سعيد ابتعد بقصد أو بدونه عن الأسباب الجوهرية للأزمة الليبية المتمثلة في المؤامرات المتكررة لإجهاض ثورته وإفساد المسار السياسي وفرض نظام عسكري دكتاتوري بقوة السلاح، وآخرها العدوان على العاصمة طرابلس والمدعوم من دول أبرزها التي أطلقت منها تصريحاتك؛ وهذه الأسباب يفترض ألا تغيب عن أي متابع، ناهيك عن رئيس لدولة جارة يزعم أنه يطرح حلولا وهو يستند إلى معطيات خاطئة وغياب كامل عما يجري، في وقت حساس ننتظر فيه من الشقيقة تونس لعب دور إيجابي تجاه الأزمة في ليبيا ولو بالسكوت”.