رفضت جماعة الإخوان المسلمين، تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن ليبيا، حول إمكانية التدخل المصري المباشر في ليبيا، وتوافر الشرعية الدولية لذلك.
وقال الرئيس السيسي إن التدخل المصري في الأزمة الليبية باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة، حق الدفاع عن النفس، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي مجلس النواب، وستكون له أهداف.
وقال رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، الموالي لجماعة الإخوان، إن خطاب الرئيس السيسي غير مقبول ويعد تدخلا في شؤون ليبيا، زاعماً: “أن ما جاء في تصريحات السيسي غير مقبول ومساس بالسيادة وتدخل سافر في شؤون ليبيا”.
من جهته، قال رئيس مجلس الدولة الاستشاري السابق عبد الرحمن السويحلي، تعليقاً على تصريح الرئيس السيسي بشأن سرت والجفرة: “إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع تجاوز الخط سرت الجفرة ده أمر بالنسبة لنا خط أحمر، وعمرنا ما كنا غزاة لحد ولا معتدين على سنة حد”، إن بسط السيطرة على سرت والجفرة هدفٌ لا تفاوض عليه ولا يخضع لإذن من أحد.
وتابع الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”: “أن بسط سيطرة الدولة على كامل تراب الوطن وفى المقدمة سرت والجفرة وعودة كافة المنشآت النفطية إلى السلطة الشرعية؛ هدف لا تفاوض فيه، وأمن جيراننا القومي يتحقق فقط بالكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وتأييد الانقلابيين وتحويل بلادهم إلى قواعد للعدوان علينا”.
وتوالت ردود الفعل الإخوانية وأعضاء جماعة الإخوان على تصريحات السيسي، وقال وزير تعليم الوفاق محمد عماري زايد، القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة، والمدرجة على قوائم الإرهاب، إننا نرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي ونعتبره استمرارا في الحرب على الشعب الليبي والتدخل في شؤونه، وتهديداً خطيراً للأمن القومي الليبي ولشمال إفريقيا وانتهاكاً صارخاً للأعراف و المواثيق الدولية.
وتابع “زايد”: “نرفض بشكل قاطع ما تم إعلانه عن عزم مصر إنشاء وتجهيز ميلشيات وعصابات مسلحة لمحاربة الحكومة الشرعية في ليبيا، و نعتبره تهديدا للسلم الأهلي و الدولي، وتكرارا لأساليب التمرد الذي تم دحره عسكرياً”.
وفي الإطار ذاته، قال رئيس حزب العدالة والبناء، ذراع جماعة الإخوان المسلمين السياسي، محمد صوان، إن تصريحات السيسي حول سرت والجفرة، تعد تدخل سافر في الشأن الليبي يجب الرد عليه بشكل حاسم، وعاجل من الجهات الرسمية.
وزعم الإخواني، أن محاولة السيسي لاستعمال البرلمان الليبي محاولة باطلة، زاعماً أن الاتفاق السياسي يحدد مهام الأجسام وتستمد منه شرعيتها.
وتتجاهل جماعة الإخوان المسلمين التدخلات التركية في ليبيا، الداعمة لحكومة الوفاق وميليشياتها بإرسال مرتزقة وأسلحة لنشر العنف في ليبيا.
ودعا القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، علي الصلابي، ما أسماهم دول المغرب العربي إلى إسناد الموقف التركي في مناصرة الشعب الليبي ودعم حقه في وقف الحرب وإنجاز الاستقرار السياسي، وفق قوله.
وقال في تصريحات له: “بفضل الله أولاً ثم بإسناد تركيا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا تم إنقاذ الشعب الليبي من مجازر كانت قوات اللواء حفتر شرعت في تنفيذها في طرابلس وبقية مدن الغرب الليبي بواسطة الجنجويد وعناصر الفاغنر الروسية وميليشياته الإجرامية، التي رأيناها جزءا من آثارها في المقابر الجماعية في ترهونة” على حد قوله.
وأضاف: “لذلك لاحظنا أن الموقف الدولي في عمومه كان نوّه بالدور التركي، واعتبره خطوة في الطريق الصحيح من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها، وتهيء المناخ لحوار سياسي جدي وفعال ينهي حالة الحرب. فبعد الولايات المتحدة الأمريكية ها هي إيطاليا أيضا تشيد بالدور التركي”.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية المصرية: “الأول حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة بعمقها الاستراتيجي من تهديدات الميليشيات الإرهابية المرتزقة، الثاني سرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي الحقيقي، والثالث حق أبناء الشعب الليبي شرقًا وغربًا بتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار ومنع أي من الأطراف تجاوز الأوضاع الحالية، والرابع وقف إطلاق النار الفوري، والخامس إطلاق عملية التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وتطبيقا عمليا لإعلان القاهرة”.