هل ليبيا قادرة على المنافسة في تصدير الغاز الإفريقي إلى أوروبا؟

0
1136
محطة طبرق الغازية
محطة طبرق الغازية

تسببت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، في زيادة حاجة أوروبا للغاز الطبيعي، بعدما قلصت روسيا إمداداتها من إلى القارة العجوز من الغاز، بسبب الدعم السياسي والعسكري الأوروبي لأوكرانيا في تلك الحرب.

بحثت أوروبا عن بدائل سريعة للحصول على إمدادات الغاز اللازمة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وانخفاض درجات الحرارة في معظم فترات السنة، فكانت إفريقيا وتحديدا شمال القارة السمراء، هي السوق المثالي لها والبديل الجيد لروسيا من أجل الحصول على الغاز.

وبعد أن تصدرت الجزائر والمغرب قائمة الدولة التي اقتحمت سوق الغاز وتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، دخلت ليبيا على خط تصدير الغاز، من خلال طرح إمكان تنفيذ أنبوب يمر عبر النيجر لتأمين احتياجات القارة العجوز.

وفي سبيل ذلك، بحث وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية، محمد عون، خلال استقباله الأمين العام لمنظمة الدول الأفريقية المنتجة للبترول (APPO)، النيجيري عمر الفاروق، عددا من مشروعات التعاون المشتركة بين الجانبين.

وخلال اللقاء، اقتراح الوزير الليبي، تنفيذ مشروع خط أنابيب لتصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا، كما استعرض نبذة عن أهم نشاطات القطاع والدور الذي تقوم به الوزارة من إشراف ومراقبة على القطاع للوصول إلى تطوير وتحسين أدائه.

كما تطرق اللقاء، إلى عدد من الموضوعات، في مقدّمتها إنشاء البنك الأفريقي للطاقة، لدعم مشروعات الصناعة النفطية في القارة والاستفادة منها في تنمية البلدان الأفريقية الأعضاء، والاستفادة منها في إنتاج الطاقة المتجددة.

وفي الأساس، ترسل ليبيا الغاز إلى إيطاليا عبر خط “غرين ستريم”، الذي أُنشئ وفقا لاتفاق بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة إيني الإيطالية، بالمناصفة 50% لكل طرف.

ويتم ضخ الغاز من محطة لضغط الغاز بمجمع مليتة ويرسا عبر خط طوله 520 كيلومترا إلى محطة أخرى تستقبل الغاز في جزيرة صقلية، بقدرات تصل إلى 8 مليارات متر مكعب سنويا، حيث تنتج معظم صادرات الغاز الليبية من حقل بحر السلام، ومن حقل الوفاء جنوب غرب البلاد، ويرسل إلى مجمع مليتة للمعالجة قبل التصدير إلى إيطاليا.

ويتم ذلك، وفقا لصفقة وقعها الجانب الليبي مع شركة إيني الإيطالية لتطوير قطعتين غازيتين في المنطقة البحرية غرب طرابلس، باحتياطيات تصل إلى 6 تريليونات قدم مكعبة، مع توقعات بإنتاج 850 مليون قدم مكعبة يوميا لمدة 25 عاما.

وتعتبر ليبيا أقرب منافس للجزائر في تنفيذ المشروع، إذ يمر خط الأنابيب المتوقع لكلا البلدين عبر النيجر، وتستهدف الجزائر ربطه بشبكة خطوطها الممتدة إلى إيطاليا وإسبانيا.

أما المغرب فقطعت شوطا كبيرا من أجل بدء تنفيذ مشروع تطوير خط أنابيب لتصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا، إذ من المقرر أن يمتد عبر 13 دولة، وصولا إلى القارة العجوز.