أين ذهبت 12 مليار دينار خصصت للتنمية في ليبيا؟

0
600

أصدر مصرف ليبيا المركزي، تقريره حول الإنفاق العام وأوجه مصارفه خلال عام 2023، والذي بلغ كإجمالي بلغ 122.7 مليار دينار، وعلى الرغم من تعدد المصارف التي أنفقت فيها تلك المبالغ، إلا أن أبرز ما لفت الانتباه في هذا التقرير، هو الإنفاق على التنمية.

ذكر تقرير المصرف المركزي، أنه خلال العام المنقضي، تم إنفاق 12 مليار دينار للباب الثالث الخاص بالتنمية، دون أن يذكر التقرير تفاصيل الإنفاق على المشروعات الخاصة بهذا الباب، ولماذا لم يراها المواطن حتى الآن، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول أوجه مصارف تلك النفقات.

عَكس تقرير المصرف المركزي، حجم الفساد المستشرٍ بحكومة الوحدة الوطنية، التي أعلنت عن العديد والعديد من المشروعات الوهمية وادعت الانتهاء من تنفيذها كمشروعات خدمية تقدم للمواطن حياة كريمة تليق به بعد سنوات المعاناة، إلا أنه وبعد كل تلك البيانات والجولات الحصيلة صفر، والتنمية المزعومة وهم.

لعل أبرز ما ركزت عليه حكومة الوحدة في بياناتها خلال الأشهر القليلة الماضية، كان ما اسمته بـ”مشروعات عودة الحياة”، وهي سلسلة من المشروعات أعلنت عنها، تستهدف إعادة بناء البنية التحتية بمختلف البلديات، وتوفير مشروعات خدمية تحسن من معيشة المواطنين، لكن الواقع الذي يعيشه الليبييون يقول أنها مشروعات أطلقت للدعاية فقط.

فَندت الطبيعة والتقلبات الجوية حقيقية هذه المشروعات، فمع حلول فصل الشتاء، وبدء هطول الأمطار بغزارة، غرقت شوارع ليبيا، حتى أن السيارات بالشوارع غطتها المياه، ولم تتمكن البنية التحتية في ليبيا، من استيعاب تلك الكميات من المياه، فظلت المياه بالشوارع ولم تجد ما يصرفها.

ففي سبتمبر الماضي، سقطت أمطار غزيرة على كافة أنحاء العاصمة الليبية طرابلس، وفي أقل من ساعة تقريبا، تحولت شوارع العاصمة الليبية والمدن التابعة لها إداريا في غرب ليبيا إلى برك من المستنقعات، وتسبب ذلك بالتأكيد في غلق الطرق، وتعطل المصالح العامة والخاصة، وعلق من كانوا في الشوارع والطرق.

أما الكارثة الأكبر، كانت إهمال ترميم السدود في ليبيا، وهي تلك الحواجز التي تحجز كميات هائلة من مياه الأمطار خلفها، وبسبب تعرض شرق ليبيا إلى إعصار دانيال المدمر، لم تتحمل تلك السدود المهملة والمتهالكة تبعات الإعصار، فانهارت ودمرت مدينة درنة وقتلت الآلاف ودمرت الأبنية.

إهمال سدود ليبيا، كانت واحدة من سقطات حكومة الوحدة الوطنية خلال فترة توليها مقاليد السلطة في ليبيا، وعلى الرغم من وجود تقارير لدى الوزراء المعنيين بتلك الحكومة عن أوضاع السدود، إلا أنها لم تفكر في تطويرها أو ترميمها تحسبا لتعرض البلاد لكارثة ككارثة إعصار دانيال.

وقبل يومين فقط، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد دبيبة، استعداد ليبيا لتنظيم أي حدث رياضي أفريقي، وتقديم الدعم اللازم لوزارة الرياضة، واللجنة الأولمبية الليبية، وذلك خلال استقباله رؤساء اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية بالمنطقة الأولى.

إعلان دبيبة قدرة ليبيا على تنظيم أي حدث رياضي في إفريقيا يعد أمرا منافيا للواقع ويتعارض مع ما تعيشه البنية التحتية الرياضية في البلاد، فعلى الرغم من مرور أكثر من عامين على إعلان تطوير ستاد طرابلس الدولي، إطلاق وعود بالانتهاء من تطويره في أٌقرب وقت، إلا أنه لا يزال تحت التطوير ولا أحد يعلم مصيره.