كم يجني مهربو البشر في ليبيا من رحلات الهجرة غير الشرعية؟

0
692
الهجرة غير الشرعية في ليبيا
الهجرة غير الشرعية في ليبيا

تعد الهجرة غير الشرعية، إحدى أكبر المشكلات التي تعاني منها ليبيا خلال السنوات العشر الأخيرة، خاصة مع تنامي وزيادة عصابات التهريب والإتجار بالبشر، حتى أصبحت ليبيا محطة انطلاق للمهاجرين غير شرعيين إلى أوروبا.

فانعدام الأمن وسيطرة المليشيات المسلحة على مجريات الأمور، بعدما تولى قادتهم مناصب عسكرية وسياسية في البلاد، عمق الأزمة وزاد من آثارها، في ظل تورط عدد من التابعين لغفر السواحل في تسهيل الهجرة غير الشرعية من خلال رحلات عشوائية غير آمنة تنقل المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى القارة العجوز.

جريدة “كاثيميريني” اليونانية، نشرت تقريرا، كشف عن مستجدات في هذا الملف، باعتبار أن اليونان إحدى الوجهات الرئيسية للمهاجرين غير شرعيين القادمين من ليبيا، فمن خلالها يمكنهم التنقل في أوروبا بسلاسة وسهولة، وستكون بوابتهم لحياة أخرى رسمها لهم المهربون قبل نقلهم إليها.

وقالت الجريدة في تقريرها، إن شبكات تهريب المهاجرين من ليبيا ومصر، توجه إلى  أوروبا عبر استخدام مسارات جديدة للهجرة غير النظامية تبدأ من السواحل الليبية إلى جزيرة غافدوس، الواقعة جنوب جزيرة كريت اليونانية.

وأضافت الجريدة، أن هناك أعداد غير مسبوقة من المهاجرين غير النظاميين وصلت إلى شواطئ جزيرة غافدوس خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأكد التقرير أن الجزيرة اليونانية لم تشهد وصول أي تدفقات للمهاجرين غير النظاميين خلال السنوات الماضية، لكنها بدأت في تسجيل وصول قوارب هجرة غير نظامية منذ أكتوبر الماضي، مع تسجيل سبع حوادث شملت مهاجرين غير نظاميين انطلقوا من ليبيا ومصر.

وشملت تلك الحوادث عبور مجموعات يصل أعداد كل منها إلى 30 شخصا، البحر المتوسط من شمال أفريقيا على متن قوارب خشبية أو مطاطية صغيرة.

وأوضحت الجريدة، أنه تم رصد أحد القوارب وعلى متنه 33 مهاجرا يبحر جنوب جزيرة غافدوس في 12 نوفمبر الماضي، وجرى انتشال هؤلاء بواسطة ناقلة مارة، ثم نقلهم رجال الإنقاذ إلى صفاكيا، جنوب جزيرة كريت.

ووفقا للجريدة، فإن المهاجرين أبحروا من ليبيا بعد دفع أربعة آلاف دولار للشخص الواحد، وفي ثلاث حالات على الأقل، جرى رصد مهاجرين قبالة غافدوس، وتحديدا شاطئ تريبيتي، وقالت عمدة المدينة،  ليليان ستيفاناكي، إنه لا توجد مرافق للإقامة الموقتة للمهاجرين.

وخلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، جرى تسجيل حادثتين أخريين في المنطقة البحرية جنوب غافدوس، الأولى على بعد 17.5 ميل بحري، والثانية 26 ميلا بحريا جنوب الجزيرة، لقاربين يحملان على متنهما 38 و36 مهاجرا، على التوالي، من مصر والسودان وباكستان وسورية.

وفي فصل الخريف، اتبع المهاجرون أيضا مسار الهجرة نفسه من ليبيا ومصر إلى ساحل جنوب جزيرة كريت، حيث لم يجر تسجيل أي تدفقات حتى وقت قريب.