يتساءل الليبيين عن أسباب زيارة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إلى تركيا في هذا التوقيت، خاصة في ظل الحديث عن تشكيل حكومة موحدة جديدة لتشرف على الانتخابات المزمع إجراؤها.
وعقد عقيلة صالح، خلال زيارته الحالية لتركيا سلسلة لقاءات، شملت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس مجلس الأمة التركي، نعمان كورتولموش، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وأكد عقيلة صالح، خلال لقاءاته على موقف مجلس النواب بشأن تشكيل حكومة جديدة مهمتها الإشراف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.
وبدوره أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه مع عقيلة صالح، على ضرورة الإسراع في إيجاد حل توافقي للأزمة الليبية.
فيما شدد البرلمان التركي في بيان صادر عن رئيسه نعمان كورتولموش، على ضرورة توحيد السلطة السياسية في ليبيا، مشيراً إلى أن “ليبيا المقسمة إلى طرابلس من جهة وبنغازي من جهة أخرى والتي أصبحت غير قابلة للحكم سياسياً تقريباً، ليست ليبيا التي نتمنى أن نرى”.
ويسعى مجلس النواب الليبي إلى تشكيل حكومة موحدة جديدة لإنهاء أزمة وجود حكومتين في البلاد، ولإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، خاصة بعد ما أصدر قوانين الانتخابات التي كانت أنجزتها لجنة 6+6 المشتركة بينه وبين مجلس الدولة الاستشاري.
إلا أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، أعلن مراراً تمسكه بالسلطة، وعدم تسليمها إلا لحكومة منتخبة، وأن حكومته على استعداد لتنظيم الانتخابات رغم أنها لا تسيطر على ثلاثة أرباع البلاد.
وأكد عضو مجلس النواب، عبد المنعم العرفي، أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يزور تركيا حالياً، ضمن الجهود المبذولة لتوحيد الموقف السياسي لحل الأزمة الليبية مع الأطراف الفاعلة.
وتعد تركيا إحدى أبرز القوى الإقليمية الداعمة لحكومة الوحدة التي يرأسها عبد الحميد دبيبة، خاصة بعد الإغراءات التي قدمتها الأخيرة لأنقرة سواء على المستوى الاقتصادي أو ملف الطاقة.
وفسر مراقبون زيارة عقيلة صالح، إلى تركيا بمحاولة لسحب دعم أنقرة لحكومة دبيبة، والحصول على دعم لتوجه مجلس النواب لتشكيل حكومة جديدة.
المحلل السياسي محمد امطيريد، وصف زيارة عقيلة صالح لتركيا بالمهمة للطرفين الليبي والتركي، وأنها ستمثل بداية عهد جديد، لاسيما لو استطاع إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتنازل عن دعم حكومة دبيبة.
وقال في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، إن أردوغان لن يفوت تمرير الاتفاقيات الليبية التركية التي وقعها مع حكومتي السراج ودبيبة بخصوص الحدود البحرية والتنقيب عن النفط.
وأشار إلى أن أردوغان، سوف يسعى إلى تمرير الاتفاقيات داخل قبة البرلمان، حتى تأخذ طابع قانوني وتشريعي، وليوسع وجود تركيا اقتصاديا بليبيا، وفي المقابل سوف يسعى لسحب قوات تركيا من الغرب وهذا سوف يفتح للقوات المسلحة الليبية توسيع تحالفها عسكرياً مع تركيا.
فيما قال الباحث في الشأن الأفريقي إدريس أحميد نجري، إن زيارة عقيلة صالح، “تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الليبية ظرفًا متعلقًا بموضوع تشكيل حكومة جديدة، كما تأتي في ظل محاولة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وفي ظل الخلافات والتباينات بين الأطراف الليبية”
وأشار إلى أن الزيارة “تعد فرصة لتركيا لتعزيز علاقاتها مع ليبيا وخصوصاً الشرق الليبي، ومع الأجسام السياسية الليبية وفي مقدمتها مجلس النواب، لتطوير علاقات سياسية واقتصادية مع الدولة الليبية”.