العالم يخشى التغيرات المناخية بالشرق الأوسط.. هل إعصار ليبيا مجرد بداية؟

0
264
مدينة درنة
مدينة درنة

تسببت الكارثة البيئة التي ضربت المنطقة الشرقية في ليبيا، إثر العاصفة المتوسطية دانيال، حالة من الفزع في العديد من دول العالم كونها توحي بتغيرات بيئية من شأنها إحداث تغيرات جذرية في المنطقة. 

الكارثة التي تسببت في فقدان آلاف البشر، توحي بأنماط أشد قسوة من التغيرات المناخية، وهو ما حذرت منها دراسة صادرة عن مركز أردني متخصص في المناخ من تعرض عدة بلدان عربية لأنماط طقس شديدة التطرف والخطورة. 

 الدراسة الصادرة عن المركز العربي للمناخ في العاصمة الأردنية عمّان، قالت إن بلاد الشام والعراق والسعودية ومصر ودول المغرب العربي عرضة لزيادة المنخفضات العميقة والعواصف في البحر المتوسط، وزيادة حالات عدم الاستقرار الجوي فوق الجزيرة العربية. 

وأشارت إلى أن مؤشرات على زيادة مستويات العواصف الرعدية، وتساقطات البرد ذي الحجم الكبير، وذلك بفعل ارتفاع حرارة الماء الذي يزيد من معدلات التبخر، وهو ما يعني زيادة سريعة في عدد العواصف والأعاصير مقارنة بالمواسم السابقة. 

ويرى الباحث الأردني أحمد العربيد، أنه هذه المرحلة مجهولة مناخيا، وأنه قد يكون وراء هذه الظاهرة الارتفاع المفاجئ في حرارة سطح الماء بسبب ثوران بركان تونغا العام الماضي أسفل مياه المحيط الهادئ، الذي قذف ملايين الأطنان من بخار الماء، وحقنها في طبقة الستراتوسفير مباشرة، وأنه مع اكتمال دورة الرياح العالمية، جرى تسخين وتخزين طاقة حرارية هائلة داخل مياه البحار والمحيطات، وبدأت نتائجها تظهر جلياً هذا العام. 

وحسب الدراسة، جرى تسجيل درجات حرارة سطحية استثنائية، وموجات حرارة بحرية مرتبطة بها في أجزاء كبيرة من شمال المحيط الأطلسي، خاصة في الجزء الشمالي الشرقي، في يونيو الماضي. 

ودعت الدراسة إلى أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة من الجهات المسؤولة، استعداداً للموسم الشتوي المقبل بشكل مبكر. 

وفي سياق متصل، أعدَّت الحكومة الجزائرية ترتيبات عاجلة للتعامل مع كوارث طبيعية محتملة، تضمنتها مراجعة شاملة لقانون الأخطار الكبرى.

وقالت تقارير صحيفة، إن الخطة الجزائرية عاكسة لمخاوف من الزلزال الذي ضرب المغرب، والفيضانات التي اجتاحت ليبيا، خلال الشهر الحالي.

والمخطط الجزائري لتسيير المخاطر الكبرى ومواجهتها، تتكفل بتنفيذه 5 وزارات، ويتضمن إطلاق منصة رقمية في كل محافظات البلاد الـ58 تهتم بتتبع التغيرات المناخية في كل المناطق، وتبليغ السلطات العمومية عن أي خطر يُمكن أن يهدد المنطقة وسكانها.

وتشتغل المنصة الرقمية وفق نظام الإنذار المبكِّر، للتبليغ عن الأخطار الناجمة عن تغييرات المناخ، على غرار الاضطرابات الجوية التي ينجم عنها خطر الفيضانات والسيول وانجراف التربة. ويتم، في هذا العمل، التعاون مع مصالح الأرصاد الجوية للتنبيه من الأخطار الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة، لا سيما في فصل الصيف، كحرائق الغابات. كما يتم التكفل بالتنبيه المبكِّر في فصل الشتاء، في حال رياح قوية واحتمال وإمكانية تشكل أعاصير بحوض البحر المتوسط.