دمار مدينة درنة.. كيف وقعت الكارثة؟

0
336
مدينة درنة
مدينة درنة

تعرضت مناطق شرق ليبيا لإعصار دانيال، وتضررت العديد من المناطق بسبب هطول الأمطار الغزيرة، إلا أن مدينة درنة كانت الأشد ضرراً حيث دمر نحو ثلث المدينة.

وتسبب الإعصار دانيال في فيضانات عارمة بمدينة درنة، توفي خلالها نحو 5300 شخص بالإضافة إلى 10000 آخرين مفقودين، فضلاً عن الخسائر المادية ودمار الطرق في المدينة.

ولكن لماذا كل هذا الدمار بمدينة درنة، فالإعصار دانيال ضرب قبل وصوله إلى ليبيا اليونان وتركيا وأحدث بهما فيضانات لكن الخسائر لم تكن بنفس حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة.

 

ومدينة درنة تقع في شمال شرق ليبيا، ويحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، مما يجعلها منطقة منحدرة، ويفصلها مجرى واد من قمة الجبل إلى البحر يعرف بوادي درنة.

وكان يوجد على مجرى وادي درنة سدان أحدهما أقصى جنوبي المدينة يعرف باسم السد الكبير، والآخر بالقرب من مداخل المدينة الجنوبية ويعرف بسد درنة.

وعندما ضرب إعصار دانيال المدينة، هطلت أمطار غزيرة في الوادي الذي يبلغ طوله 50 كيلومتراً وارتفع منسوب المياه فيه بشكل كبير، حيث تجاوزت كمية الأمطار خلال ساعات، المعدلات التي تسجل خلال عام كامل.

كمية المياه التي تجمعت خلف السدان كانت كبيرة للغاية ولم يتمكنا من صدها، فانهارا ليجرف الطوفان الأحياء الواقعة بين الوادي والبحر.

انطلقت المياه بسرعة هائلة عبر الأودية والمخرات نحو ساحل المتوسط، لمسافة 15 كيلومتراً تقريبا، فمرت بوسط المدينة لتحدث دماراً هائلاً في معظم أحيائها.

 

ويرى مراقبون أن المسؤولين لم يستعدوا بشكل جيد لمواجهة الإعصار دانيال رغم العلم بقدومه نحو ليبيا، وجميع الإجراءات التي اتخذت لم تكن كافية لمنع وقوع الكارثة.

كما ذكرت تقارير أن أبحاث علمية أجريت مؤخراً أكدت احتمال حدوث فيضان في مدينة درنة إذا سقطت أمطار غزيرة نظراً لتهالك السدود بالمدينة وعدم إجراء أي صيانة لها خلال العشر سنين الأخيرة.