بعد تراجعه عن إقالتها.. هل هددت المنقوش بفضح دبيبة وكشف المستور؟

0
361
نجلاء المنقوش وعبد الحميد دبيبة
نجلاء المنقوش وعبد الحميد دبيبة

ألمح رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد دبيبة خلال حديثه في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقدته حكومته أمس الخميس إلى تراجعه عن إقالة وزير الخارجية نجلاء المنقوش وإعادتها لمنصبها.

وقال دبيبة إنه أصدر قراراً للتحقيق مع المنقوش، في لقائها مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما قبل نحو أسبوع وستقدم اللجنة تقريرها في هذا الصدد، مشيراً إلى أن الشعب الليبي هو من يقرر سواء بالعفو أو لا.

ودافع دبيبة عن نجلاء المنقوش، وقال إنها كانت مخلصة طوال فترة مسؤوليتها عن وزارة الخارجية ودافعت بكل إخلاص عن وطنها في كل محفل.

وأشار إلى أن ما حدث في روما أمر جلل حتى وإن كان في لقاء جانبي وقضية كبرى وإن وقعت بشكل عابر وذلك يستلزم رداً قاسياً ليكون درساً تجاه مقدسات الأمة.

كما أكد دبيبة أن التطبيع مع إسرائيل مرفوض بشكل كامل، معبراً عن انحيازه للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ولعاصمته الأبية القدس مديناً الاعتداءات المستمرة على حقوقه.

ودافع خلال الاجتماع أيضاً وزير الدولة لشؤون الاتصال في حكومة الوحدة وليد اللافي عن نجلاء المنقوش، وقال ما رأيت منها إلا كل حرص على القضية الوطنية وحق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه للوصول إلى الانتخابات.

فيما اعتذر خلال الاجتماع وزير الشباب بحكومة الوحدة فتح الله الزني، عن تولي حقيبة وزارة الخارجية خلفاً لنجلاء المنقوش.

ويرى مراقبون أن ما حدث خلال الاجتماع ما هو إلا مسرحية هزلية أراد بها دبيبة ووزراء حكومته تهدئة الرأي العام تجاه نجلاء المنقوش تمهيداً لاختلاق قصة بأنها ظلمت وإعادتها لمنصبها مرة أخرى بعد ما تهدأ الأمور.

ويؤكد المراقبون أن نجلاء المنقوش بحوزتها أوراق كثيرة ولن تسمح بأن تكون كبش فداء في محاولة التطبيع مع إسرائيل لاسيما وأنها نفذتها بطلب من دبيبة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت الأحد الماضي عن لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، السري الذي أجرته مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي.

وكشفت تقارير أن لقاء المنقوش وكوهين تم بعلم وترتيب رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، وأن اللقاء جرى برعاية أمريكية بهدف تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل في مقابل دعم أمريكا لبقاء حكومة دبيبة في السلطة.

وقالت قناة فرانس 24، أن إبراهيم دبيبة، نجل شقيق رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، رافقا المنقوش خلال زيارتها إلى إيطاليا ولقائها مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

كما كشفت تقارير أن لقاء المنقوش وكوهين تم الإعداد له منذ زيارة دبيبة إلى إيطاليا في يوليو الماضي، وأنه جرى الاتفاق على عقد اللقاء مقابل عدة مصالح منها فتح خط طيران روما طرابلس.

وعندما تم تسريب أنباء عن اللقاء طلب دبيبة من المنقوش نشر بيان تقول فيه بأن اللقاء كان بالصدفة ليضمن عدم فضحها له وبعد إصدارها البيان قام بإيقافها عن العمل.

وفور تسريب أنباء لقاء المنقوش وكوهين، انتفض الليبيين في كل أنحاء البلاد لنصرة القضية الفلسطينية وللتعبير عن رفضهم لمحاولات حكومة الوحدة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ونظم الليبيين في العديد من المدن وقفات احتجاجية واغلقوا الطرقات العامة، وقاموا بحرق الإطارات وأعلام إسرائيلية ورددوا هتافات معادية للكيان الصهيوني، للتعبير عن غضبهم، وطالبوا بإسقاط حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة ومحاسبة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.