خرج المفتي المعزول الصادق الغرياني عبر قناته “التناصح” مساء أمس الأربعاء، ليعلن رفضه لمطالب الشعب الليبي بإقالة حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة بعد ما تم الكشف عن تواصلها الحكومة الإسرائيلية.
وقال الغرياني، عبر برنامجه ” الإسلام والحياة” لن نسمح بتغيير حكومة دبيبة بما فيها من طامات، مشيراً إلى أنها ستكون أخف ضرراً من حكومة انتقالية يعينها برلمان طبرق وحفتر.
وأضاف الغرياني: نعرف أن من حكومة دبيبة من سبق وزار الضفة الغربية تحت إشراف اليهود ومنهم من يجلس ويتعاقد مع الاستخبارات الصهيونية سراً وعليهم أن يتوبوا ولن نسمح بتغيير الحكومة.
وكان المفتي المعزول يدعي في السابق محاربة الصهيونية، وسبق واتهم البعثة الأممية في ليبيا بأنها تنفذ مشروع صهيوني في ليبيا، لكن يبدو أن مبادئه تبدلت وأصبح يدعم من يحاولون التطبيع مع إسرائيل.
ومنذ أن تم تعين الصادق الغرياني في فبراير عام 2012 بقرار من المجلس الوطني الانتقالي أثارت مواقفه جدلاً بسبب فتواه وآراؤه والتي يحرض فيها على القتل وسفك الدماء إلى جانب استخدامه الدين للتأثير على العوام لاتخاذ مواقف سياسية معينة.
يذكر أن مجلس النواب الليبي أصدر قراراً في عام 2014 بعزل الصادق الغرياني وإلغاء دار الإفتاء وإحالة اختصاصاتها واختصاصات المفتي لهيئة الأوقاف.
وتفاعلاً مع تصريحات الغرياني، نشر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا قرار لحكومة دبيبة تم اتخاذه منذ أيام يوضح صرف مبالغ مالية من بند المتفرقات بالميزانية العامة لدعم مخصصات الباب الثاني لعدة جهات.
وكان من بين تلك الجهات دار الإفتاء التي يديرها الصادق الغرياني، فقد صرف لها 7 مليون دينار ليبي، كما صرف لكلية العلوم الشرعية والإفتاء، التي يديرها ابن الغرياني سهيل 5 مليون دينار ليبي.
واعتبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذه المبالغ بمثابة شراء ذمم لهذه الجهات حتى يبقى دبيبة على رأس الحكومة لأطول فترة ممكنة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، السري الذي أجرته مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي.
وكشفت تقارير أن لقاء المنقوش وكوهين تم بعلم وترتيب رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، وأن اللقاء جرى برعاية أمريكية بهدف تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل في مقابل دعم أمريكا لبقاء حكومة دبيبة في السلطة.
وفور تسريب أنباء لقاء المنقوش وكوهين، انتفض الليبيين في كل أنحاء البلاد لنصرة القضية الفلسطينية وللتعبير عن رفضهم لمحاولات حكومة الوحدة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ونظم الليبيين في العديد من المدن وقفات احتجاجية واغلقوا الطرقات العامة، وقاموا بحرق الإطارات وأعلام إسرائيلية ورددوا هتافات معادية للكيان الصهيوني، للتعبير عن غضبهم، وطالبوا بإسقاط حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة ومحاسبة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.