التقت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا، نجلاء المنقوش، بنظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، في لقاء بدا سريا، حتى أعلنت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأكده وزير خارجية إسرائيل.
وعقب عقد اللقاء ونشر وسائل الإعلام تفاصيله، سادت حالة من الغضب في الشارع الليبي وبين الساسة في ليبيا، بعد رفضهم هذا اللقاء وطلبهم الإفصاح عن أسبابه وتفاصيله.
فعلق رئيس مجلس الدولة الاستشاري السابق في ليبيا، خالد المشري، على اللقاء، وقال إن حكومة الوحدة تخطت كل الخطوط الممنوعة والمحظورة وأصبح من الواجب إسقاطها.
وأضاف المشري عبر صفحته على “فيسبوك”: “مع تواتر الأنباء التي تفيد بلقاء وزيرة الخارجية لحكومة الوحدة الوطنية مع وزير خارجية دولة الاحتلال، ومع وجود معلومات تشير إلى وجود لقاءات سابقة من قبل مسؤولين في هذه الحكومة وزياراتهم للأراضي الفلسطينية المحتلة، وبذلك تكون هذه الحكومة قد تجاوزت كل الخطوط الممنوعة والمحظورة الدينية والوطنية والقانونية، وأصبح من الواجب إسقاطها”.
فيما قال الدكتور خليفة الداغري، عضو مجلس النواب الليبي: “يؤسفني ما وصلت إلية حالة الهرولة إلى العدو الصهيوني وأخرها اللقاء بين السيدة المنقوش ووزير خارجية الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين بإيطاليا، والذي يمارس كافة انواع التنكيل والقتل وضم الأراضي وانتهاك حرمة المسجد الأقصى و حرية ممارسة المعتقدات الدينية و حقوق الانسان ولكافة القرارات الدولية وقرارات الجامعة العربية”.
وأضاف: “ندين وبشدة ماقامت به السيدة المنقوش، والوفد المرافق لها لا يعبر عن موقف الشعب الليبي الثابت من القضية الفلسطينية ولقوانين المقاطعة والتطبيع مع المحتل الصهيوني وأنا كلي ثقة من استهجان وإدانة كافة أحرار الوطن لهذا التصرف الذي يعرضها للمسآلة القانونية طبقا للقانون وهذا لا ينطبق على السيدة المنقوش فحسب بل على كافة من يتعامل مع المحتل بطريقة او غير مباشرة”.
فيما استنكر رئيس حزب البركة الليبي، عبد الرحمن حمد صالح، لقاء وزيرة الخارجية بنظيرها الإسرائيلي، مؤكدا رفضه جملة وتفصيلا.
وطالب رئيس الحزب، رئيس حكومة الوحدة الوطنية بضرورة إصدار بيان عاجل لإيضاح الأمر، مؤكدا أن الحكومة تجاوزت جميع الخطوط الممنوعة وتنحت عن الهدف الذي جاءت في الأساس من أجله.
بينما وصفت جبهة النضال الوطني الليبي، ذلك اللقاء بين المنقوش ووزير خارجية إسرائيل بـ”اتصالات مشبوهة”.
وقالت الجبهة في بيان لها: “تابعت جبهة النضال الوطني الليبية الأخبار المعلنة وغير المعلنة التي تتحدث عن اجتماعات واتصالات سرية وعلنية مع وزيرة الخارجية للحكومة المنتهية الولاية في طرابلس”.
وأضافت الجبهة في بيانها: “تؤكد الجبهة بأنها تدين هذه الاتصالات المشبوهة وغير المبررة مع عصابات احتلت جزء غالي من الأمة وأرض من سوريا ولبنان وتنكل كل صبح بأهلنا في فلسطين، وترفض قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وتصنع أسلحة الدمار والصواريخ والتفرقة العنصرية ويحمل علمها صورة النيل والفرات كجزء من وجودها وتطبع على الشيكل العملة الصهيونية صورة حدودها من الفرات إلى النيل كحلم نهائي للدولة المسخ ودفعت الأمة خيرة شبابها للتصدي لهذه البلطجة والاستكبار الأمريكى المساند لها”.
وتابعت: “ورفضا للاستسلام المهين ولذا فإن هذه الخطوة هي إهانة لجماهير شعبنا وإستخفاف به وما ينبغي أن يمر دون موقف، وندعو جماهير شعبنا الحر الآبي للخروج في كافة ربوع الوطن يوم الجمعة الموافق 1 سبتمبر بعد صلاة الجمعة للتعبير عن موقف يليق بشعبنا ويوقف هذه المهزلة المخجلة.. ولن يمروا”.
وزادت وتيرة الغضب في عدد من المدن الليبية بعد الإعلان عن تفاصيل اللقاء، حيث قام محتجون من مدينة تاجوراء الضاحية الشرقية للعاصمة لليبية طرابلس، بحرق الإطارات رفضا للقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي، بينما أغلق محتجون في مدينة الزاوية الطرق.
ومن جانبه طالب المجلس الرئاسي الليبي، حكومة الوحدة الوطنية، في بيان مقتضب، بتوضيح حقيقة لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش مع وزير خارجية إسرائيل.