تأمين للحدود ومطاردة للعصابات التشادية.. الجيش يستنفر في جنوب ليبيا

0
319
الجيش الوطني الليبي
الجيش الوطني الليبي

أطلق الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية موسعة لتطهير المنطقة الجنوبية على الحدود مع تشاد من العصابات المسلحة وضبط وتأمين الحدود بين البلدين، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وقال الناطق باسم القائد العام للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في بيان إن العملية العسكرية جاءت نظراً لما تمر به المنطقة والإقليم في نطاق دول جنوب الصحراء والساحل من توترات سياسية وأمنية واسعة طيلة الأشهر الماضية مما أسهم في هشاشة الوضع في تلك الدول وضعف قدرتها على التحكم والسيطرة على حدودها البرية وهو ما ساعد في تحرك خلايا من الجماعات الإرهابية والإجرامية في المنطقة.

وأكد البيان أن الجيش الليبي لن يسمح أن تكون البلاد منطلقاً لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديداً لجيران ليبيا أو قاعدة انطلاق لأي أعمال غير قانونية، مع التأكيد الشديد على المحافظة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصديقة والشقيقة والجارة ومشاكلها السياسية.

وأوضح الناطق باسم قائد الجيش أن العملية العسكرية تشارك فيها نخبة القوات المسلحة الليبية براً وجواً، مشيراً إلى أنها لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها التي وضعتها لها القيادة العامة للجيش الوطني الليبي.

وفي بيان لاحق، قال المسماري، إن القوات الجوية نفذت ضربات جوية ضد المجموعات المسلحة الأجنبية على الحدود الليبية التشادية، وتقوم أيضاً باستطلاع جوي دائم عبر مظلة جوية فوق منطقة العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن القوات الخاصة التابعة للواء طارق بن زياد المعزز نفذت عملية إنزال مظلي خلف تمركزات العدو لتنفيذ مهام قتالية محددة.

كما قامت قوات الجيش الوطني الليبي بإخلاء 2000 وحدة سكنية من عناصر المعارضة التشادية وعائلاتهم بمنطقة أم الأرانب في الجنوب الغربي، وأعادت مواطني الجنوب الغربي لمنازلهم بعد سيطرة المعارضة التشادية عليها لسنوات طويلة.

وكانت الوحدات السكنية غير المكتملة التي احتلها المتمردون التشاديون بالقوة قبل أربع سنوات، مخصّصة أصلاً لإيواء عائلات ليبية.

من جهة أخرى قال رئيس الحكومة الليبية الكلفة أسامة حماد، إن الحكومة ستكون بكامل وزاراتها في حالة متابعة مستمرة على مدار الساعة لمواكبة كل العمليات العسكرية للجيش الليبي، وما تسفر عنه من النتائج المرجوة، مؤكداُ الاستعداد لتقديم كل الدعم اللازم حتى تتم العملية.

كما أصدر وزير الداخلية اللواء عصام أبوزريبة، قراراً بتشكيل غرفة عمليات أمنية بالمنطقة الجنوبية، بإشراف مباشر منه لمشاركة القوات المسلحة في تنفيذ الخطة الأمنية المعدة لتأمين المنطقة الجنوبية والحدود الليبية، بِرئاسة مدير مديرية أمن سبها وعضوية 7 آخرين.

وتأتي العملية العسكرية للجيش الوطني الليبي بالتزامن مع زيادة الاضطرابات على الحدود في الأيام الأخيرة بين ليبيا وتشاد، مع تجدد المعارك بين الجيش التشادي والجماعات الإرهابية والمتمردة التشادية، التي تتواجد في قواعد بجنوب ليبيا.

وتشن هذه الجماعات التشادية المتمردة الموجودة منذ فترة طويلة في جنوب ليبيا هجمات منتظمة ضد قوات الجيش التشادي، وفي عام 2021 شنت هجوماً أدى إلى مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، والد الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي إتنو.

وكان المسماري، صرح الاثنين الماضي، باستنفار لواء طارق بن زياد ولواء 128 لمراقبة الوضع على حدود تشاد في ظل التطورات الأخيرة نافياً صحة ما يقال عن توغل الجيش التشادي داخل الأراضي الليبية.

وذكر المسماري، أن الجيش التشادي نفذ ضربة جوية وحيدة ضد المتمردين داخل الأراضي الليبية دون أن يتوغل، مؤكداً تفهم الجيش الليبي مخاوف الجيش التشادي تماماً، ولكن لا يقبل تدخله برياً وهو مالم يحدث ولم يجري بشأنه تنسيق، لافتاً إلى أن موقف الجيش من الأحداث الجارية في النيجر هو دعم الحل السياسي وتجنيب المنطقة الصراع.