“الكوني” يبحث مع رؤساء الوفود بقمة بريكس تعزيز التعاون مع ليبيا

0
171

أكد النائب بالمجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني في الكلمة بقمة بريكس في جنوب أفريقيا، التي ألقاها باسم اتحاد المغرب العربي الذي تترأسه ليبيا حالياً، ضرورة العمل للتعاون مع دول العالم الأول لمساعدة أفريقيا لتتجاوز أزماتها الاقتصادية، لتحقيق التنمية المستدامة من خلال التمويل العادل والشراكة الاستراتيجية التي يؤسس لها اليوم بين أفريقيا وبريكس.

وفي مداخلته خلال الطاولة المستديرة، للحوار بين الصين وأفريقيا حول الشراكة الاستراتيجية والتنمية، شدد الكوني، على ضرورة الالتفات للتنمية، وخلق فرص العمل أمام الأجيال الأفريقية داخل بلدانها، ما يمكن أن يقود للمخرج الحقيقي لمختلف إشكاليات الهجرة والجرائم العابرة للحدود التي يتعرض لها عابري السبيل من أبناء القارة الباحثين عن عالم أفضل في سعيهم للوصول إلى أوروبا.

وقال الموني: إنه من المؤسف أن يموت شباب أفريقيا غرقا، وعطشاً في طريق الهجرة، بينما أفريقيا أحوج لسواعدهم وقدراتهم، مشدداً على أن يكون الاستثمار الحقيقي هو الذي يجب أن يذهب في اتجاه خلق آفاق التنمية المستدامة داخل البلدان الأفريقية. وأن استراتيجية التعاون بين أفريقيا وبقية دول العالم هي التي تستند إلى خلق آفاق التنمية المكانية القادرة على استيعاب تطلعات الشباب الأفريقي.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي إن مداخلات موسى الكوني، تميزت بحماس انساني كبير عبر بشأنه رؤساء الدول والوفود الذي تقدموا له بالشكر على صدق “حديث القلب”، الذي طبع طرحه السياسي، برؤيته للأمور وفق مخارج عادلة ومنتصرة لأهل المكان.

وأشار إلى أن مشروع بريكس يتطلع إلى تحقيق فرصة خلاقة لبعث تكتل عالمي جديد يساهم في انعاش الاقتصاد العالمي الشامل، والتنمية المستدامة، وتعزيز الشراكات التي تأخذ في اعتبارها المصالح المتبادلة مع أفريقيا والجنوب العالمي في عالم متعدد الأقطاب.

كما يسعى بريكس وفق هذا الطموح إلى تعميق وتقوية التعددية القطبية، وتنفيذ إصلاحات حوكمة عالمية في مجال التمويل والقروض، وتعزيز عمليات السلام وحماية البيئة ومواجهة أخطار التغير المناخي.

وعلى هامش القمة التقى النائب بالمجلس الرئاسي الليبي رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي أعرب عن الاهتمام الذي توليه بلاده لليبيا التي ارتبطت معها بتاريخ من الصداقة والتكامل التاريخي، وقال: كما وقفت ليبيا مع جنوب أفريقيا عندما كانت بحاجة للدعم، فأننا نسعى اليوم للوقوف مع ليبيا لتحقيق استقرارها وعودتها لمقدمة الصف الأفريقي.

ووعد الرئيس رامافوزا بزيارة قريبة الى ليبيا لبحث آفاق التعاون الاقتصادي، والاستراتيجي، وخلق مسارات من التكامل تنتظرها القارة.

كما التقى الكوني، بالرئيس الكنغولي دوني ساسو نغيسو، رئيس اللجنة رفيعة المستوى الخاصة بليبيا، وتناولا ضرورة العمل على المصالحة الوطنية، وآليات تحقيق الاستقرار الذي تحتاجه ليبيا، وتداعيات ذلك على المنطقة وكامل القارة، والذي أكد رغبته لزيارة ليبيا في إطار الدور الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي بالخصوص.

وخلال الجلسة الخاصة بالتعاون الأفريقي الصيني التقى السيد النائب الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتناولا أوجه التعاون الاستراتيجي، والاقتصادي بين البلدين، وعودة الشركات الصينية للعمل في ليبيا، وأبدى الرئيس الصيني اهتماما خاصا بتطوير العلاقات الصينية الليبية وفق آفاق استراتيجية واقتصادية تذهب باتجاه مسار التكتل الاقتصادي العالمي الجديد “بريكس”.

من جهته أكد الكوني، للرئيس الصيني على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين، كقوة عالمية ضاغطة، باتجاه رفع القوة القاهرة عن عمل الشركات العالمية في ليبيا، لتحقيق الاستقرار النوعي الذي صار يتأكد في ليبيا، ونجاح الجهود المبذولة مع الدول الأفريقية، ودول الجوار وأوروبا في هذا الصدد.

وأوضح النائب بالمجلس الرئاسي الليبي بأن النموذج الصيني للنهوض الاقتصادي، والذي حققت من خلاله الصين قفزة نهضوية نوعية، وتمكنت بسرعة استثنائية من الانتقال إلى مستوى عالمي نوعي، يشكل نموذجا جدير يحتذى به .

بدوره رحب الرئيس الصيني بالتعاون المشترك مع ليبيا، وأكد رغبة بلاده دعم النهوض بالدولة وبناء البلد، وإن آفاقاً مرتقبة للتعاون الخلاق لن تتأخر.

وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، على أنّ الصين مستعدة لتعميق الثقة السياسية المتبادلة مع ليبيا، وتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما التقى موسى الكوني، رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي، الذي أكد اهتمام طهران بدعم جهود “بريكس” والدول الأفريقية لخلق مناخا اقتصاديا قويا ومستقلا، وأن آفاقا للتعاون المشترك من شأنها أن تعزز هذا الاختيار.

ودعا الكوني، خلال لقائه الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بيرموديز، لإعادة تفعيل تجربة التكامل الاستراتيجي الذي جمع كوبا مع القارة الأفريقية، من خلال مشروع “جنوب، جنوب”، والذي لعبت فيه ليبيا دوراً أساسياً.

حيث تعهدت كوبا خلاله بدعم القارة بالإمدادات والطواقم الطبية، وتوفير الاحتياجات العلاجية بمختلف التفاصيل، بالاستناد إلى التمويل الليبي الداعم للمشروع.

وتباحث الكوني مع الرئيس الكوبي حول الحاجة لإعادة تفعيل العمل بهذا المشروع “جنوب، جنوب”، والذي من شأنه اليوم أن يخلق مناخاً خلاقاً للتكامل بين كوبا والقارة الأفريقية، ليس فقط في المجال الطبي، بل الاقتصادي والاستراتيجي، وذلك وفق توسيع التعاون العملي وتعزيز التنسيق في عديد المجالات.

كما عقد السيد النائب على هامش القمة سلسلة اجتماعاته مع كل من رئيسة تنزانيا، السيدة سامية صلوحي. ورئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، والشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة رأس الخيمة.

وعدد من رؤساء الوفود، الذين رحبوا بعودة دور ليبيا القيادي في قلب القارة الأفريقية، ما رسم الرسالة الأقوى التي توجت مشاركة النائب موسى الكوني في هذه القمة العالمية المهمة.