الذكرى الـ 83 لتأسيس الجيش الليبي: لا خضوع إلا للوطن

0
369
الجيش الوطني الليبي
الجيش الوطني الليبي

تحيي ليبيا اليوم 9 أغسطس الذكرى الـ 83 لتأسيس الجيش الليبي، تحت قيادة الملك إدريس السنوسي، لمواجهة الاستعمار الإيطالي.

البداية كانت في 20 أكتوبر 1939، حين وجه الأمير إدريس السنوسي الدعوة إلى اجتماع في منزله بالإسكندرية لمواجهة تداعيات الحرب العالمية الثانية، وهو الاجتماع الذي حضره 40 من القادة والزعماء الليبيين المقيمين بمصر واستمر ثلاثة أيام.

واتخذ الجميع قرارهم بتفويض إدريس للتفاوض مع الحكومة الإنجليزية بشأن تكوين جيش مهمته المشاركة في تحرير ليبيا.

وبعد أن بادرت إيطاليا إلى إعلان الحرب في يونيو 1940، انطلقت مفاوضات مع الإنجليز، ونتج عنها اتفاق على تشكيل وحدات من الليبيين للقتال من أجل تخليص ليبيا من الاحتلال الإيطالي.

وأُطلق على الجيش عند التأسيس “الجيش السنوسي”، قبل تحول الاسم إلى الجيش الليبي بعد استقلال البلاد عام 1951، وبعد ذلك بسنوات، تأسست الكلية العسكرية الملكية العام 1957 في بنغازي، إذ منح الملك إدريس قصر الغدير في حي بوعطني، حيث كان يسكن، ليكون مقرًّا لها.

وعلى مدار 83 عاماً، عاشت القوات المسلحة الليبية أحداثاً تاريخية أخرى، غير فترة محاربة الاحتلال، أبرزها أحداث 17 فبراير 2011 والتي استمرت تداعياتها حتى الآن، مروراً بمعركة الكرامة.

وتعد معركة “الكرامة” لتطهير كامل التراب الليبي من الإرهاب، أحد أقوى الفترات التي تأكد فيها صدق ووطنية الليبيين تجاه وطنهم، ففي 5 يوليو 2017، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية، تحرير بنغازي من سيطرة مجلس شورى بنغازي، ومقاتلي غرف عمليات ميليشيات ثوار ليبيا ودرع ليبيا، وطرد الإرهابيين منها.

واستمر الجيش في عمليات الكرامة، حتى نجح في تطهير كامل تراب الوطن، فحرر الشرق بأكمله، والجنوب أيضاً ومنطقة الهلال النفطي، وكاد أن ينهي معاركه في طرابلس بتحريرها بأكملها، لولا تدخل أطراف دولية، غيرت سير العمليات.

وللمشير خليفة حفتر كلمات تفسر العقيدة الراسخة للقوات المسلحة العربية الليبية، منها ما قاله في احتفالات ذكرى التأسيس 2021، إن هذا الجيش لن يكون خاضعاً لأي سلطة إلا إذا كانت منتخبة من الشعب كونه مصدر السلطات، وذلك “مهما بلغت حنكة الكائدين وتألقهم في المراوغة والتحايل والخداع باسم المدنية”.

وأكد المشير حفتر: “رغم الاختلافات الحادة في المواقف تجاه الوطن في الماضي والحاضر وما نتج عنها من تصعيد بلغ حد المواجهات المسلحة، ها نحن نمد أيدينا للسلام العادل بكل شجاعة وثقة في النفس من أجل المصلحة العليا للبلاد ومن أجل الأجيال القادمة.. ستبقى أيادينا ممدودة لكل من يعمل على المصالحة.. وتضميد الجراح وطي صفحات الماضي بكل مآسيها لنبني ليبيا جديدة يعم فيها الخير والسلام ويعيش فيها المواطن عزيزاً كريماً”.