عبر أعضاء مجلس النواب الليبي عن رفضهم لممارسات بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وعلى رأسها المبعوث الخاص عبد الله باتيلي، مشيرين إلى أنها الفترة الأخيرة أصبحت مشوبة بنوع من الغموض وكأنما باتت تعمل ضد التوافق الليبي.
رفض أعضاء المجلس جاء بعد بيان البعثة الأممية الذي وصفت فيه توافق مجلسي النواب والدولة على خارطة الطريق المقترحة من لجنة 6+6 لإجراء الانتخابات والتي تتضمن تشكيل حكومة موحدة جديدة، بالتصرفات الأحادية التي من شأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على ليبيا، وتتسبب في مزيد من عدم الاستقرار وإثارة العنف.
أعضاء مجلس النواب أصدروا بيان مشترك لفتوا فيه نظر “باتيلي” بأن توافق مجلسي النواب والدولة كان مطلباً أساسياً لكل من سبقه في رئاسة البعثة كونه يأتي تنفيذاً لنصوص الاتفاق السياسي الليبي الذي جاء ثمرة عمل مضني وشاق أشرفت عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا آنذاك وأصبح اليوم وثيقة دستورية مهمه.
وحذر أعضاء مجلس النواب البعثة الأممية من مغبة هذه المواقف ودعوها للالتزام بمهامها الموكل إليها وفق قرار إنشائها رقم /2011/2009 والذي حصر مهامها في دعم المؤسسات السياسية الليبية ولم يخولها التدخل في الشأن الليبي كما هو حاصل الآن.
ولكن يبدو أن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، مصر على الصدام مع مجلس النواب، وخرج في تصريحات صحفية أمس الأربعاء، يقول فيها إن بعض القوانين المقترحة من لجنة 6+6 قد تخلق صراعات سياسية في ليبيا.
والتقى باتيلي، أمس الأربعاء برئيس مجلس النواب عقيلة صالح في مدينة القبة، لمناقشة الوضع السياسي في ليبيا، والتركيز على الحاجة الملحة لوضع اللمسات الأخيرة على الإطار القانوني الذي أعدته لجنة 6 + 6 ليكون قابلاً للتنفيذ.
وقال باتيلي، إنه شدد خلال اجتماع مع رئيس مجلس النواب على أهمية تأمين تأييد الأطراف الليبية الرئيسية الأخرى لضمان شمولية العملية الانتخابية مشيراً إلى أنهما اتفقا على أن للمواطنين في ليبيا الحق في اختيار قادتهم من خلال عملية شفافة في بيئة آمنة.
على الجانب الآخر أصدر مجلس النواب الليبي بيان قال فيه إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، أكد خلال لقائه مع باتيلي، على ضرورة تشكيل حكومة موحدة في البلاد مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات وفقاً لإرادة الشعب الليبي.
ويرى مراقبون أن المبعوث الأممي منحاز إلى حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، ويريد استمرارها في السلطة، ويشترط موافقتها على أي إجراء يتخذه مجلسي النواب والدولة.
ويتوقع المراقبون، إقالة باتيلي، من الأمم المتحدة لاسيما بعد مواقفه الأخيرة التي لا تدعم توافق مجلسي النواب والدولة حول إجراء الانتخابات، وعدم دعمه الحل الليبي – الليبي الذي طالبت به البعثة الأممية من قبل وجميع الدول المهتمة بالشأن الليبي.