ذكرى جلاء القوات الأمريكية من ليبيا.. 53 عاما على خروج آخر جندي

0
391

تحل علينا ذكرى جلاء القوات الأمريكية من ليبيا، فقبل 53 عاما، خرج آخر جندي أمريكي من أرض المختار بلا رجعة، تلك الأرض التي طالما طمع فيها الغرب، فاستخدموا القوى العسكرية، وأبرموا الاتفاقيات البطالة التي ساعدتهم فيها الحكومات الباحثة عن السلطة والنفوذ.

الولايات المتحدة الأمريكية، كانت ضمن قوى الغرب الطامع في ليبيا، أقامت قواعدها رسميا بالبلاد، بعدما أبرمت حكومتها اتفاقية في 9 سبتمبر 1954، بعد مفاوضات بدأت في السنة الأولى من الاستقلال، ممثلة في سفيرها لدى ليبيا أندرو جي لنش، مع حكومة محمود المنتصر، أول حكومة ليبية تم تشيلها بعد إعلان استقلال.

وفي ذلك الوقت، وقع خلاف بين الحكومة ومجلس النواب الليبي جراء عمليات التوسع التي قامت بها القوات الجوية الأميركية على حساب أراضي مواطنين مجاورة للقاعدة، ثم أصبح إجلاء هذه القاعدة وغيرها مطلبا سياسيا نادى به العديد من النواب، وغيرهم من الأصوات الوطنية الليبية.

أما عن أبرز القواعد الأمريكية التي تم تأسيسها وفقا لتلك الاتفاقية، قاعدة “هويلس” الجوية القريبة من العاصمة طرابلس، والتي عرفت باسم قاعدة “الملاحة”، ثم “عقبة بن نافع”، قبل أن يطلق عليها اسم “امعيتيقة”، نسبة لفتاة قضت نحبها إثر سقوط طائرة عسكرية أميركية على منزل عائلتها المجاور للقاعدة.

زادت الضغوط الشعبية على الحكومة، معلنة رفضها لوجود القواعد الأجنبية في ليبيا، وقاد وزير الخارجية الليبي، حسين مازق، مفاوضات مع الجانبين البريطاني والأميركي بشأن جلاء قواعدهما من ليبيا، لكن المفاوضات لم تستمر.

وبعد الإطاحة بالنظام الملكي، دخل النظام الجديد في مفاوضات مع الولايات المتحدة، بشأن إنهاء معاهدة الوجود الأميركي في هذه القاعدة، وما تبعها على الأراضي الليبية.

أسفرت تلك المفاوضات عن موافقة الجانب الأميركي على الانسحاب من القاعدة، وتسليمها إلى الحكومة الليبية، وجرى تنفيذ ذلك في 11 يونيو 1970، وهو اليوم الذي صار يعرف بذكرى جلاء القواعد الأميركية عن الأراضي الليبية.