ضرب الزاوية بالطيران.. هل تكون القشة التي تقصم ظهر دبيبة في ليبيا؟

0
310

أطلقت حكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد دبيبة، الخميس الماضي، عملية عسكرية في مدينة الزاوية استخدمت الطيران المسير، وزعمت أنها لتوجيه ضربات لمواقع وأوكار عصابات تهريب الوقود وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية التي تعاني منها المدينة.

لكن الطيران المسير التركي الذي كان يوجه الضربات وفقاً لتعليمات وبإشراف رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، استهدف مواقع مدنية ومنشآت عامة ومقر عضو مجلس النواب علي أبو زريبة.

ولاقت تلك الضربات الجوية رفضاً واسعاً على المستوى المحلي والدولي، حيث خرج أهالي منطقة أبو صرة في مدينة الزاوية في بيان مصور ليعلنوا رفضهم استهداف منازلهم بالطيران المسير، محملين حكومة الوحدة المسؤولية عن ما يحدث من فوضى نتيجة تلك الضربات.

كما أصدر مجلس النواب الليبي أمس الاثنين، بيان دان فيه واستنكر بأشد العبارات القصف الجوي الذي تتعرض له مدينة الزاوية منذ أيام بواسطة الطيران المسير، مشيراً إلى أنه يتم تنفيذه لتصفية حسابات سياسية وليس لمكافحة الجرائم كما يدعى من وراءها.

واستشهد مجلس النواب بقصف منزل عضو مجلس النواب علي ابوزريبة، فضلاً عن القيام بها دون التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، مشيراً إلى أن هذا العمل يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2021/2570.

وذكر المجلس أنه سيقوم بمخاطبة النائب العام واللجنة العسكرية 5+5 وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية والبرلمان التركي بخصوص هذا الاعتداء على مدينة الزاوية.

كما أصدر رئيس مجلس الدولة الاستشاري الليبي خالد المشري، بيان الجمعة الماضية، قال فيه إن قصف مدينة الزاوية تم بدون علم المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي وبدون علم رئاسة الأركان والمنطقة العسكرية الغربية واللجنة العسكرية والأمنية التي تم تشكيلها مؤخراً.

وأعلن المشري، رفضه لتوظيف رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، بصفته وزير الدفاع، لسلاح الطيران المسير لتصفية حسابات سياسية ضـد أطراف مختلفة معه سياسياً بحجة نبيلة كمكافحة الجريمة.

وطالب المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي بسحب صلاحيات الطيران المسير وقيادته من رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، الذي أصبح يستغله سياسياً لإرهاب خصومه السياسيين ومواجهتهم.

وعلى المستوى الدولي، عبرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية والسفارة البريطانية لدى ليبيا عن رفض بلادهم استخدام السلاح بشكل مفرط في مدينة الزاوية من قبل حكومة الوحدة وتعريض حياة المواطنين للخطر.

وقالت السفارة البريطانية عبر حسابها بموقع تويتر: “تتابع المملكة المتحدة عن كثب الوضع في مدينة ‎الزاوية” مشيرة إلى “إن استخدام الأسلحة التي تعرض أرواح المدنيين للخطر أمر غير مقبول”، مطالبة جميع المعنيين عدم التصعيد وتجنب أي أعمال تهدد حياة الناس اليومية بشكل أكبر.

فيما قالت السفارة الأمريكية عبر حسابها بموقع تويتر: “تتابع الولايات المتحدة الوضع في الزاوية عن كثب وبقلق وسط تقارير عن استخدام أسلحة في مناطق مدنية وإمكانية حدوث المزيد من العنف”، مطالبة القادة الليبيين ببذل كل ما في وسعهم لتهدئة الوضع واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية أرواح المدنيين.

بدورها ذكرت البعثة الأممية لدى ليبيا كافة الأطراف المعنية بأحداث الزاوية بأن أي إجراءات متصلة بإنفاذ القانون يجب أن تراعي القوانين الوطنية والدولية ذات الصلة، كما يجب أن تظل حماية المدنيين أولويةً قصوى.

وأشارت البعثة الأممية إلى أن هذه الأحداث تشكل تذكيراً بالحاجة الملحة لليبيا إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية وتمكينها وجعلها خاضعة للمساءلة من أجل ضمان سلامة واستقرار الشعب الليبي في جميع أنحاء البلاد.

ويرى مراقبون أن قصف مدينة الزاوية بالطيران التركي المسير، من الممكن أن تكون القشة التي تقصم ظهر رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة وتبعد حكومته عن السلطة بعد استخدامه القوة المفرطة لتصفية حسابات سياسية وتعريض حياة المدنيين للخطر.

كما أن انفراده بإصدار قرار توجيه ضربات جوية دون الرجوع إلى المجلس الرئاسي يدل على عدم التزامه بقوانين الدولة وبالتالي عدم قدرته على تحمل مسؤولية إجراء الانتخابات المزمع إجراؤها في نهاية العام الجاري.