عاصمة تسيطر عليها الميليشيات.. لماذا اشتعل الوضع في طرابلس؟

0
317

شهدت العاصمة الليبية طرابلس مساء الأحد، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في منطقتي “رأس حسن” و”جرابة”، بين ميليشيات -قالت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة إنها أجهزة رسمية، تسببت في حالة من الذعر بين الأهالي وأسفرت عن سقوط قتيل ومصابين.


ووقعت الاشتباكات بعد انتشار تحشيدات مسلحة في عدة مناطق من طرابلس بين ميليشيا قوة الردع التابعة للمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، وميليشيا اللواء 444 قتال، الموالي لحكومة الوحدة على خلفية اختطاف النقيب مصعب زريق، أحد قيادات الأخير.


الغريب في الأمر، أن الاشتباكات العنيفة جاءت بعد ساعات من كلمة ألقاها رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة، في حفل “اختتام المخيم التدريبي لتطبيقات الهاتف المحمول” المقام بالأكاديمية الليبية للاتصالات والمعلوماتية، جاء فيها: “لا حرب بعد اليوم ونعم للحياة والبناء وفرص العمل والتنمية”.


وأطلق عدد من المواطنين الليبيين العالقين وسط الاشتباكات نداءات استغاثة لجهاز الإسعاف والطوارئ لإجلائهم، بعد حالة من الذعر والهلع رصدتها مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إصابة عائلة داخل سيارة نتيجة هذه الاشتباكات كحصيلة أولية.


وأكد جهاز الإسعاف والطوارئ، إصابة السيارة نداء 77 التابعة لمكتب إسعاف عين زارة بعيار ناري أدى لخروجها مؤقتاً عن الخدمة، وإصابة المسعف محمد المزوغي بعيار ناري، بينما قالت تقارير إن أحد عناصر قوة “الردع” محمد عويطي، مات متأثراً بجراحه.

وعاد الهدوء الحذر إلى أحياء العاصمة طرابلس‬ عقب توقف الاشتباكات وسط المدينة، بعدما توصل عدد من قادة الأجهزة العسكرية والأمنية في ‫طرابلس يتوصلون في اجتماع موسع إلى اتفاق لفض الاشتباك.
وأعلن وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي، فض الاشتباكات التي دارت بين أجهزة رسمية في العاصمة طرابلس، ليل أمس الأحد، بجهود قوات الأمن.


وقال الطرابلسي: “لا نريد استخدام القوة ولكن قادرين على ذلك.. الخلاف بين أجهزة رسمية وتعمدنا أسلوب الحوار والنقاش، ووصلنا إلى نتيجة ممتازة وتوقفت المواجهات.. لا خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة وهناك إصابات خفيفة بين المدنيين وأحد رجال الشرطة”.


وتابع: “نتأسف على ما حدث في العاصمة طرابلس ولكن هذا يحدث في ظل انتشار السلاح خلال السنوات العشر الأخيرة”، مضيفاً أن فرض الأمن بعد غياب الدولة طوال تلك الفترة ليس بالأمر السهل، ولدينا مشروع في تنظيم وإعادة هيكلة بعض الأجهزة وحل الاختصاصات المتداخلة، لافتاً إلى أن الداخلية تتدخل لفض الاشتباكات، لكن هناك عملاً يجب أن يستمر.


وتؤكد تصريحات الطرابلسي انفلات الوضع الأمني في العاصمة الليبية وخروجه عن السيطرة كونها تخضع لسيطرة الميليشيات، وعدم سيطرة وزارة الداخلية على الوضع، رغم مزاعم الحكومة بأن بعض هذه الميليشيات تابعة لها.

وإثر الاشتباكات أعلنت جامعة طرابلس إيقاف الدراسة والعمل الإداري وتعليق الامتحانات اليوم الإثنين بسبب الاشتباكات بين جهاز الردع ولواء 444 داخل أحياء العاصمة.