ضحية جديدة في الزاوية.. الميليشيات تواصل ارتكاب الجرائم دون رادع

0
380

تواصل الميليشيات في مدينة الزاوية بغرب ليبيا ارتكاب عملياتها الإجرامية ضد المدنيين دون أي رادع، ولا تكفتي الميليشيات بجرائمها بل وتقوم بتصوير ضحاياها والتمثيل بتعذيبهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان.

آخر تلك الجرائم كان في مقطع فيديو انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي لاغتصاب امرأة ليبية داخل مقر إحدى الميليشيات المسلحة بمدينة الزاوية.

ويظهر مقطع الفيديو فتاة بعد إخفاء ملامحها وهي تستجدي شخصاً يقوم بجلدها وشتمها، بألا يقوم بالاعتداء عليها واغتصابها وتصويرها، مستغيثة بكلمات “والنبي لا.. بالله عليكم لا.. الله يستركم لا”، لكنه استمر في فعلته.

وأكد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إن الحادثة وقعت داخل مقر إحدى الميليشيات المسلحة بمدينة الزاوية غرب ليبيا، وإن الفتاة تعرضت للاختطاف ثم للاغتصاب والتنكيل.

وأثار مقطع الفيديو صدمة لكل من شاهده، وأطلق النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسم “الله يستركم لا”، للتضامن مع الضحية، مطالبين الجهات المسؤولة بالتحرك وملاحقة المسلحين والخارجين عن القانون وتجار المخدرات المنتشرين في المدينة.

ويأتي هذا بعد أسبوعين من واقعة أخرى مشابهة حدثت في مدينة الزاوية، حيث تعرض مجموعة من الشباب للتعذيب على يد مرتزقة أفارقة داخل مقر إحدى الميليشيات، وتم أيضاً تصويرهم في مقطع فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأثار تلك المقطع غضب أهالي مدينة الزاوية الذين خرجوا للشوارع للتعبير عن احتجاجاتهم وقاموا بقطع الطرق العامة بإشعال إطارات السيارات.

وأعلن عدد من شباب المدينة العصيان المدني، ودعوا إلى إيقاف المجلس البلدي وأعضائه ومحاسبتهم، وإجراء انتخابات بلدية جديدة، وإيقاف مدير أمن الزاوية ومثوله أمام القضاء، وإنهاء ظاهرة السيارات المسلحة والمصفحة بشكل نهائي من المدينة، ونقل المقرات العسكرية خارجها.

 وشكل أهالي مدينة الزاوية لجنة مكونة من 7 ضباط بالجيش الليبي من مدينة الزاوية و5 أعضاء من تنسيقية حراك شباب الزاوية و3 من أعيان وحكماء المدينة، تتولى حصر الأجهزة والمقار في مدينة الزاوية، وتحديد أوكار ومواقع الجريمة، لوضع خطة أمنية لمكافحتها.

ورغم عقد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة اجتماع موسع الأسبوع الماضي ضم النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، ورئيسي الأركان العامة، وجهاز المخابرات العامة، وعدد من رؤساء الأركان النوعية، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية من مدينة الزاوية وممثلين عن الحراك المدني والأعيان والقيادات الاجتماعية بالمدينة لوضع حلول لتدهور الأمن في مدينة الزاوية.

وتكليف المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد بوضع خطة عاجلة لمحاربة الجريمة والانفلات الأمني وتحسين الوضع المعيشي والأمني فيها بدعمٍ كامل من رئيس الحكومة، وتشكيل فريق أمني من القيادات العسكرية من أبناء المدينة لتنفيذ خطة عاجلة لتحسين الأمن.

لكن يبدو كل هذا لم يجدي نفعاً مع ميليشيات مدينة الزاوية التي تغولت وزادت قوتها خلال السنتين الأخيرتين بسبب رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة التي قدم لها دعماً مالياً كبيراً مقابل ولاءها له الاستمرار في السلطة.

وتعتبر مدينة الزاوية من أكثر مدن الغرب الليبي تواجداً للميليشيات المسلحة، وكانت مسرحاً لاشتباكات متكررة وأعمال عنف بين هذه الميليشيات التي ترتبط بعلاقات متوّترة وتتصارع على مناطق النفوذ ومسالك التهريب.