شهدت ليبيا منذ اندلاع أحداث فبراير عام 2011 صراعات مسلحة لا سيما المنطقة الغربية التي تستمر فيها حتى الآن، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة في المناطق المدنية وتركت وراءها كميات كبيرة من مخلفات الحرب المتفجرة.
ويوم الثلاثاء الماضي الموافق 2 مايو حل موعد الاحتفال باليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام، والذي احتفل المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومنظمة اليونيسف ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وقالت البعثة الأممية في تقرير إن الشركاء الليبيون قاموا خلال عام 2022 بإزالة وتدمير 1800 قطعة من الذخائر المتفجرة وجعل 2.3 مليون متر مربع من الأراضي في عداد الأراضي الآمنة.
لكن وبالرغم من هذا لايزال هناك ما يزيد عن 15 مليون متر مربع من الأراضي في جنوبي طرابلس وحدها التي تعد من المناطق التي يشتبه بخطورتها أو تشكل خطورة فعلية، علماً أن البلاد ما تزال تضم واحد من أكبر مخزونات العالم من الأسلحة والذخائر غير المؤمّنة.
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا جورجيت غانيون، “كثيراً ما تهدد الذخائر غير المتفجرة الأفراد الأشد ضعفاً في المجتمع: كالأسر التي تتوجه إلى الأسواق والمهجرين العائدين إلى ديارهم والمزارعين ورعاة المواشي والأطفال الذين في المدارس أو أثناء أوقات اللعب.
وأشارت إلى أنه ومنذ عام 2020 سقط ما يزيد على 369 شخصاً ضحية لهذه الذخائر المتفجرة”، لافتة إلى أهمية أن تتشارك الحكومة الليبية والمجتمع الدولي لتوفير الموارد اللازمة للدفع بجهود الأعمال المتعلقة بالألغام، مؤكدة أنه وبدون ذلك لا يمكن أن نرى ليبيا آمنة ومستقرة.
وتشهد مناطق غرب ليبيا بين الآخر في السنوات الأخيرة اشتباكات بين الميليشيات المنتشرة فيها يستخدم فيها أسلحة صغيرة ومتوسطة، تخلف وراءها كميات كبيرة من مخلفات الحرب لا سيما القنابل اليدوية وذخائر سلاح آر بي جي الذي تستخدمه الميليشيات هناك بكثرة.
ويرى مراقبون أن عملية تطهير ليبيا من مخلفات الحرب يتطلب أولاً حل الميليشيات في المنطقة الغربية وجمع سلاحها، ثم إجراء عملية تمشيط واسعة لضمان جمع كل مخلفات وعدم سقوط ضحايا آخرين لها.