دعم إقليمي لسحب المرتزقة.. ماذا فعل المبعوث الأممي أثناء زيارته لدول جوار ليبيا؟

0
211

اختتم الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، عبد اللهِ باتيلي، الثلاثاء زيارة رسمية، إلى دول الجوار جنوب ليبيا، السودان وتشاد والنيجر، وذلك لأول مرة منذ توليه منصبه. 

وناقش الممثل الخاص مع كبار المسؤولين في هذه الدول سبل إرساء السلام والاستقرار في ليبيا، بما في ذلك من خلال سحب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، والرفع من كفاءة التنسيق بين البلدان المعنية بهذا الملف. 

وبحسب بيان البعثة الأممية، تندرج زيارة باتيلي، في إطار الدعم المقدم لخطة عمل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تم بموجبها إنشاء لجان التواصل في ليبيا والسودان وتشاد والنيجر، وذلك ضمن جهودها لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا (إنجليزي / عربي) الذي وقعت عليه الأطراف الليبية في أكتوبر 2020 بعد وساطة من الأمم المتحدة. 

واعتبر المبعوث الأممي وجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة وانتشار الأسلحة في ليبيا يشكل خطراً كبيراً على السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة بأسرها. 

ودعا إلى العمل مع شركاء ليبيا والأمم المتحدة لمواجهة هذا التحدي دون التأثير سلبًا على دول الجوار الليبي.

وفي السودان، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، دعم بلاده لجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أجل إنهاء الأزمة السياسية. 

واعتبر البرهان أن إحلال السلام والاستقرار في ليبيا من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة برمتها، مضيفاً أن أحد الإجراءات اللازمة لاستعادة السلام في ليبيا هو عودة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة إلى بلدانهم الأصلية.

وشملت مشاورات باتيلي في الخرطوم لقاءً مع وزير الخارجية السوداني المكلف، د. علي الصادق، وناقشا التطورات السياسية الأخيرة في ليبيا وضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، بما في ذلك أمن الحدود. 

وأكد الوزير السوداني دعم حكومة الخرطوم للمساعي الحميدة للأمم المتحدة في ليبيا لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة وتهيئة البلاد لتنظيم انتخابات شاملة. 

وخلال لقاء وزير الدفاع السودانى، اللواء ياسين إبراهيم، استعرض باتيلي التقدم الذي أحرزته اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ولجان الاتصال في كل من ليبيا والسودان وتشاد والنيجر.

وأكد اللواء إبراهيم التزامه بمتابعة الانسحاب المنسق للمقاتلين والمرتزقة من ليبيا، وإعادة دمج المؤهلين منهم في المؤسسات المناسبة. 

وفي العاصمة التشادية أنجامينا، عبر الرئيس الانتقالي لدولة تشاد الجنرال محمد إدريس ديبي، عن تقديره لإطلاق هذه المشاورات رفيعة المستوى حول قضية استراتيجية مهمة لليبيا وتشاد على حد سواء.

وأشار الرئيس ديبي بوضوح عن قناعته بأن تثبيت السلام والاستقرار في ليبيا يخدم أيضًا مصالح تشاد العليا، متعهداً بمزيد من التعاون في سبيل ذلك.

وأشاد الممثل الخاص للأمين العام على الدعم الذي تقدمه تشاد للجنة العسكرية المشتركة 5+5 في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من خلال لجنة الاتصال التشادية.  

كما التقى باتيلي وزير الخارجية والتشاديين في الخارج والتعاون الدولي، محمد صالح النظيف، الذي جدد التأكيد على دعم بلاده للمساعي الحميدة للأمم المتحدة في ليبيا، بما في ذلك الجهود المبذولة لإجراء انتخابات شاملة في ليبيا هذا العام. 

وفي لقاءين منفصلين مع كل من وزير الأمن العام والهجرة التشادي، محمد شرف الدين مارقي، ووزير الدفاع العام داود يحيى إبراهيم، تم مناقشة الجوانب الفنية لعملية انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وسبل التوصل إلى تفاهم مشترك بشأنها.

وأعرب كلا الوزيرين عن دعمهما لجهود الأمم المتحدة في تسهيل انسحاب منسق لهذه العناصر، مشددين على ضرورة أن تتم عمليات الإعادة إلى الوطن بالشكل المناسب وأن تترافق مع برامج لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج. 

أما النيجر، عقد باتيلي سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في النيجر، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية، محمد بازوم، الذي أثنى على جهود الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا في هذه الفترة الحرجة.

وأعرب بازوم عن دعمه للشعب الليبي في سعيه نحو ترسيخ السلام والاستقرار. وأطلع السيد باتيلي الرئيس بازوم على التقدم الذي تم إحرازه على المسار الأمني، وعلى آخر التطورات السياسية في ليبيا، بما في ذلك الجهود المبذولة لإجراء الانتخابات. 

كما التقى الممثل الخاص للأمين العام بوزير الدفاع الوطني في النيجر، القاسم إنداتو، ووزير الداخلية والأمن العام، الكاش الهادا، واستعرض معهما آليات التنسيق الخاصة باللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والتي تهدف إلى تسهيل انسحاب المرتزقة والمقاتلين القادمين من النيجر من الأراضي الليبية. 

وناقش معهما تعزيز الأمن الحدودي بين النيجر وليبيا لمنع التهريب والجريمة العابرة للحدود.

واعتبر الممثل الخاص أنه الزيارة كانت ناجحة وسمحت بتأكيد الالتزام المشترك بين ليبيا ومحيطها المباشر في مواجهة التحديات الأمنية وبناء السلام، بما في ذلك من خلال دعم عملية انسحاب منسقة للمقاتلين الأجانب والمرتزقة.

ودعا باتيلي إلى تخصيص الموارد المالية والمساعدة الفنية اللازمة لتجنب الآثار السلبية على البلدان الأصلية، معتبراً أن الانسحاب المنسق والمتسلسل والمتزامن والمتوازن للمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، إلى جانب تعزيز أمن الحدود، سيسهم في السلام والاستقرار والتعاون البنّاء والازدهار في ليبيا والمنطقة. كما أنه سيقلل من المعدلات المقلقة للاتجار بالبشر، وتهريب الأسلحة والمخدرات، والتنقيب غير القانوني على المعادن، وسيساعد على الحد من حركة المتطرفين.