ميليشيات ليبيا.. الصخرة التي تتحطم عليها آمال الانتخابات

0
385
الميليشيات في ليبيا

أوضاع لا تهدأ وأجواء مشتعلة، فحال ليبيا الآن، لا يختلف كثيرا عن أحوالها على مدار عقد من الزمان مضى، ورغم كل المبادرات والاجتماعات واللقاءات، مازالت المشكلة واحدة، أوضاع أمنية شديدة الانحدار، وهواء ليبيا مازال تفوح منه رائحة البارود والتفجيرات، ووسط كل ذلك، تزداد معاناة المواطن.

الصراعات بين القوى السياسية في ليبيا، يمكن تهدئتها من خلال جلسة أو صلح أو مبادرة أو غيره، فعلى مدار أعوام مضت، التقى الخصوم على جلسة مفاوضات واحدة، ووضع كل منهم كروته على أمل الحصول على أكبر قدر من السلطات والصلاحيات، حتى وإن لم تؤتي بالثمار المطلوبة.

أما صراعات الميليشيات فلا أحد في ليبيا وبالتحديد في غرب البلاد، قادر على الوقوف أمام بطشهم واستبدادهم، ولا يمكن لأي سلطة أن تتصدى لرغباتهم التي لا تنتهي في إحكام قبضتهم على العاصمة الليبية طرابلس وما في محيطها من مدن، فلا هم ينظرون لمبادرات ولا اجتماعات.

الميليشيات في ليبيا آفة حقيقية، فأصبحت كالوحش، تتغذى على التدهور الأمني، وتزداد توحش بانقسام القوى السياسية، فهي دائما ما تجد لنفسها حليفاً تحتمي به ويحتمي بها، خاصة بعد أن سمحت لهم الحكومات بالوصول للسلطة والتقلد بمناصب شديدة الأهمية أمنيا وسياسيا.

ففي الوقت الذي أعلن فيه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد الله باتيلي، عن مبادرة رُسمت بدقة من أجل حل النزاع في ليبيا، وتأكيده في أكثر من تصريح بأن ليبيا قادرة على عقد الانتخابات الرئاسية بنهاية العام الجاري، كان للميليشيات رأي آخر، فبكل وضوح، أصبحت الميليشيات العائق الأكبر أمام أي حل سياسي.

على مدار الأسبوعين الماضيين، في العاصمة الليبية طرابلس، اتخذت الميليشيات من المناطق السكنية الأهلة بالسكان، ميدانا للحرب، فتبادلوا الضرب بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وسقطت الضحايا من المدنيين العُزل، دون أن يكون لهم في هذا الصراع ناقة ولا جمل.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد شهدت عدة مدن في غرب ليبيا وعلى رأسهم صبراتة والزاوية، تصفيات لأشخاص تابعة لجماعات مسلحة وميليشيات، حيث انتقل الصراع تلك الجماعات، من النزاع المسلحة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى التصفيات والاغتيالات.

وأمس، تم العثور على جثمان شخص يدعى الصيد الطشاني، أمام مستشفى القلب في تاجوراء ملقاة على الأرض، بعد أن تم تصفيته من قبل مجهولين، وهو أحد التابعين لميليشيا يتواجد مُسلحيها بالقرب من العاصمة طرابلس.

كما تم العثور على جثمان المواطن محمد الدباشي، وهو ابن عم أحمد الدباشي الشهير بالعمو، في مدينة صبراتة، بالقرب من مستشفى صبراتة، حيث روى شهود عيان أن عدد من المسلحين، أطلقوا عليه وابل من الرصاص أسقطوه قتيلا، ثم هربوا.