زخم كبير واحتفاء بالمبادرة التي أطلقها المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، من أجل حل الأزمة الليبية، بعد التواصل مع مختلف الجهات الفاعلة في الأزمة، سواء داخل ليبيا أو خارجها، حيث شهدت الأيام الماضية ردود أفعال واسعة عليها، واعتبرها البعض اللبنة الأولى في طريق الإصلاح السياسي بالبلاد.
طرح البعض العديد من الأسئلة حول تلك المبادرة وماهيتها، وشكك البعض الأخر في نجاحها، والتي في ظاهرها تبدو وكأنها الحل السحري للأزمة في ليبيا، فالكل يراها مبادرة كغيرها من المبادرات، تستهدف الإصلاح، في بلد تسيطر فيه الميليشيات على مجريات الأمور، وتأبى أن تصل ليبيا بر الأمان لأن ذلك يتعارض مع مصالحها.
فبعد أيام قليلة فقط من المبادرة التي أطلقها مبعوث أمين عام الأمم المتحدة، ظهر الوجه الأخر لليبيا والذي عاهدناه على مدار أكثر من 10 سنوات مضت، اشتبكت الميليشيات لتقول للجميع، لا مكان للمبادرات الإصلاحية في ليبيا، وسنظل نحكم ونسيطر على مجريات الأمور.
الاشتباكات وقعت بين مسلحين من مسلحي “رحبة الدروع” بقيادة بشير خلف الله وكتيبة “أسود تاجوراء” بقيادة عبدالرحيم بن سالم، قرب معسكر الجوية بمنطقة بئر الأسطى ميلاد التي الواقعة بين منطقتي تاجوراء وعين زارة جنوب شرق طرابلس، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وفق شهادات سكان قريبين من المنطقة.
ووفقا لما أكده شهود عيان، فإن الاشتباكات وقعت بعد ساعات من مقتل عناصر من “رحبة الدروع” على يد مسلح من “أسود تاجوراء”، أمس السبت، ما دفع الطرفين للتحشيد، قبل أن تبادر الأولى بالهجوم على مقر الثانية مساء اليوم الأحد، ما تسبب في حالة من الذعر بين أهالي المنطقة.
ودعت إدارة مستشفى بئر الأسطى ميلاد التخصصي في تاجوراء عبر صفحتها على “فيسبوك” أهالي المرضى الموجودين داخل المستشفى إلى القدوم لإخراجهم، تزامنا مع الاشتباكات القريبة من محيط المستشفى.
