رئيس المجلس الرئاسي: ليبيا بحاجة لدعم دولي عاجل للنهوض بأنظمتها الصحية الهشة

0
366

شارك رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، اليوم الخميس، بالعاصمة الأذربيجانية باكو، في أعمال قمة مجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز، التي أقيمت تحت رعاية رئيس أذربيجان إلهام علييف، والمخصصة لموضوع فترة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، بحضور عدد من رؤساء وقادة الدول.

وناقشت القمة الإجراءات قصيرة وطويلة المدى التي تتخذها الحكومات لحماية مواطنيها من الآثار الاقتصادية السلبية للوباء وتحفيز النمو الاقتصادي بعد جائحة كورونا، فضلاً عن التحديات والتهديدات المتزايدة للأمن والاستقرار الدوليين.

وقال المنفي خلال كلمته بالقمة: ونحن نلتقي للتباحث حول سبل التعاطي مع آثار ما بعد جائحة «كوفيد-19»، وآليات مواجهتها على المستوى الجماعي، يجدر بنا مشاركة تجاربنا الوطنية، لحشد الجهود والتغلب على آثار الجائحة، وتحديات انتشاره التي تجاوزت الحدود الوطنية للدول، وكلفت انحسارا في اقتصادات بعض الدول، وآثارا سلبية طالت مختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية، وخسائر بشرية فادحة خاصة بين كبار السن، وما من سبيل لهزيمة هذا الوباء إلا باستجابة عالمية موحدة وقوية.

وأضاف: لقد توافقنا على أن الوباء يهدد على نحو أكثر خطورة الدول الفقيرة والأقل نموا، والتي تمر بصراعات مسلحة وحالة من عدم استقرار، وهي بحاجة عاجلة إلى النهوض بأنظمتها الصحية الهشة، وتوفير ما تحتاجه من مستلزمات الوقاية، وأدوية العلاج، وليبيا التي تمر بمرحلة انتقالية صعبة ليست خارج هذه الدائرة، وهي إذ تتطلع أولا إلى جهود دولية صادقة لحل سلمي للأزمة التي تشهدها البلاد، فإنها حاليا بحاجة أيضا إلى تعزيز التعاون مع أجهزة الأمم المتحدة المعنية، والشركاء الآخرين بما يحقق ويكفل تنفيذ ما وضعته من خطط وبرامج، ليس فقط للسيطرة على الوباء، بل للحد من آثاره على مختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية.

وتابع: وفي الوقت الذي نرحب فيه بالتقدم النسبي المحرز على المستوى الدولي في اتجاه القضاء على وباء «كوفيد-19»، فإننا ندرك أن الطريق أمام عديد الدول لا يزال طويلا، فالقضاء على الوباء بشكل كامل يتطلب تحقيق العدالة في وصول الجميع إلى اللقاح بشكل سهل وميسور، كما أن القضاء على الوباء وحده لا يكفي، إذ لا ننسى أن الجائحة خلفت آثارا سلبية خطيرة على نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، شملت الفئات كافة داخل المجتمعات، وفيما بينها بنسب متفاوتة، وعكست مسار التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ومعالجة ذلك يتطلب إضافة إلى الجهود الوطنية تضامنا إقليميا وعالميا، وفي هذا الصدد لا يسعنا إلا أن نثمن الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة، ووكالتها المتخصصة، ومنظمة الصحة العالمية؛ للحد من الآثار السلبية للجائحة.

وذكر: لقد أثبتت الأحداث والمتغيرات التي شهدها العالم، أن حركة عدم الانحياز التي تأسست قبل أكثر من ستة عقود ما زالت قادرة على القيام بدور فعال ورائد في تعزيز السلم والأمن الدوليين، ومساعدة الدول الأقل نموا، والحفاظ على التعاون، ومكافحة الأخطار والتهديدات، وهو ما يتجلى في تخطيها للبعد السياسي إلى جوانب إنسانية أخرى؛ لخدمة شعوبنا على الرغم من تلك المتغيرات.

واختتم كلمته: ولتحقيق الغايات المنشودة من وراء تأسيس واستمرار هذه الحركة الفاعلة، ندعو إلى تعزيز آليات التنسيق والتشاور على المستويات كافة، ويسرني أن أجدد حرص بلادي على العمل معكم وفق أسس القانون الدولي والعدالة، بما يضمن احترام سيادة بلداننا وخصوصياتها، التي لا تعيق توسيع مجالات التعاون والتواصل.