بدعم الإخوان.. كيف قوت أحداث فبراير شوكة الميليشيات والحركات المتطرفة في ليبيا؟

0
247

تحل اليوم الذكرى الـ 12 لثورة فبراير 2011، التي أطلحت بنظام معمر القذافي، ولكنها حتى الآن لم تأتي بنظام حاكم بشكل كامل، فطوال تلك المدة، كان من يحكم ليبيا، حكومات يتم تعيينها بطرق مختلفة لإدارة الأمور بشكل مؤقت لحين عقد الانتخابات، فدخلت ليبيا في دوامة المراحل الانتقالية، ولم تتمكن من الخروج حتى الآن.

وبعيداً عن تأخر عقد الانتخابات رغم مرور كل تلك المدة على أحداث فبراير 2011، فإن لتلك الأحداث تبعات كانت كفيلة أن تعيد ليبيا لعقود مضت، وفتحت الأبواب للطامعين في خيرات ليبيا لينهبوا حقوق أبناءها ممن تم خدعاهم بضرورة القيام بثورة من أجل ديموقراطية زائفة.

لعل أسوأ ما جاءت به “فبراير” هي الميليشيات، فبالعودة لعدة أشهر قبل اندلاع أحداث الثورة، فإن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، لعبت دوراً هاماً في تسليح الشباب الليبي، لإنشاء فصيل مسلح يأتمر بأمرها، ويكون بمثابة جيش غير رسمي لها، بتمويل ضخم من أعضاء الجماعة بالخارج.

كما لعب بعض الدول والجهات الخارجية دوراً كبيراً في تدريب هؤلاء، ومدهم بالمال والعتاد، وبالفعل بعد اندلاع الأحداث، وبالتزامن مع هجمات الناتو الضاربة لمعاقل نظام القذافي وانهيار قواته في مختلف المدن، تمكنت الميليشيات من القبض عليه ومن ثم إعدامه.

ولم تكتفي جماعة الإخوان بدعم الميليشيات المسلحة، بل وفتحت أبواب ليبيا للحركات المتطرفة وعلى رأسها تنظيمي القاعدة وداعش.

وتغولت الميليشيات في ليبيا بدعم جماعة الإخوان وزاد عددها ونفوذها ووصل العديد من عناصرها إلى مناصب رسمية قيادية بعد أن حصلت على دعم من حكومة فائز السراج من قبل، والآن من حكومة الوحدة الوطنية التي انتهت ولايتها، فرئيس تلك الحكومة عبد الحميد دبيبة، منح الميليشيات أكثر مما كانوا يحلمون به.

أعطى عبد الحميد دبيبة، الميليشيات المناصب الكبرى في البلاد، ومنحهم الامتيازات، فأصبح لهم حق التحكم في المشهد بالكامل، خاصة بعد أن تم وضعهم في موضع المدافع عن الحكومة التي تسيطر على غرب البلاد، ومن ثم أصبحوا هم الحكام الفعليين للمدن في تلك المناطق.

ظن البعض أن تلك الميليشيات أهدافها واحدة، وتعمل في صف واحد، إلا أنه بعد توقف حرب هؤلاء مع الجيش الوطني الليبي، وهدأت الأوضاع، عاد القتال مجددا، ولكن هذه المرة الميليشيات هي من تتقاتل مع بعضها البعض من أجل السيطرة على مناطق حيوية في العاصمة طرابلس، وهو ما يعكس أهدافهم وتوجهاتهم من البداية.

وجود الميليشيات حتى الآن وانتشار السلاح في أيادي أشخاص لا ينتمون إلى المؤسسة العسكرية أو الشرطية في ليبيا، كان سببا مباشرا في تعطل العملية السياسية في ليبيا حتى الآن وتأخر عقد الانتخابات وانهيار الأوضاع الأمنية، وجود الميليشيات السبب وراد تدهور كل شيء في البلاد، ومازال وجودهم مستمر ومؤثر.