العرب يسحبون شرعية دبيبة.. ما وراء فشل الاجتماع التشاوري في ليبيا؟

0
517

فشل اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأحد، في العاصمة الليبية طرابلس، بعد غياب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو وغالبية وزراء الدول الأعضاء. 

وحضر الاجتماع الذي دعت إليه حكومة الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وزراء خارجية تونس عثمان الجرندي والجزائر رمطان العمامرة والسودان وجزر القمر وفلسطين فقط، إلى جانب وزير الدولة لشؤون الخارجية القطرية سلطان المريخي، ومعهم المبعوث الأممي عبدالله باتيلي وممثلون عن الاتحاد الإفريقي. 

إحراج عربي جديد لحكومة الوحدة، يقول الباحث في الشأن العربي عبد الغني دياب، إن ماحدث هو موقف عربي واضح رافض للانقسام المؤسسي في ليبيا. 

وأكد الباحث بكلية الدراسات الأفريقية العليا، في تصريحات خاصة لصحيفة الشاهد الليبية، قانونية اعتذار الجامعة، فليس من المعقول إرسال وفد الأمانة في اجتماع لم يكتمل أعضاءه، ولا يخرج عن كونه مباحثات بين الدول. 

واعتذرت الأمانة لجامعة الدول العربية عن عدم حضور وفد من الجامعة إلى الاجتماع التشاوري في طرابلس، لتقليها تأكيدات بأن إجمالي الدول المشاركة (7) دول فقط، وهو ما يتعذر معه إيفاد وفد من الأمانة العامة لتغطية الاجتماع نظراً لعدم وصول عدد التأكيدات المطلوبة (14) أي نصف أعضاء الجامعة.

وأشار دياب، إلى أن رئاسة وزيرة خارجية حكومة الوحدة نجلاء المنقوش للدورة الحالية شهدت الكثير من الصدامات في ظل اعتراض عدد كبير من الدول العربية على شرعية حكومة دبيبة منتهية الولاية.

واتهمت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية، نجلاء المنقوش، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمحاولة تعطيل الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري الذي عقد الأحد في طرابلس.

وفي سبتمبر الماضي، انسحب وفد مصر الرسمي من اجتماع وزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية سامح شكري احتجاجاً على تولي نجلاء المنقوش رئاسة الدورة الجديدة للمجلس (158) خلفاً للبنان. 

وفي بيان أمس، قالت المنقوش: عقدنا هذا الاجتماع بنجاح رغم الصعوبات، لا شك أن الظروف الإقليمية والعربية ألقت هي الأخرى بظلالها على انسيابية عقد الاجتماع لكننا اليوم في طرابلس، وقد عقدنا الاجتماع التشاوري بنجاح وتوفيق. 

وأشارت إلى أن الاجتماع التشاوري تدعو له وتنظمه الدولة الرئيسة هو اجتماع غير رسمي مفتوح، الأمر يتعارض مع الباحث المصري، مؤكداً ضرورة التنسيق مع الجامعة في مثل هذه الاجتماعات ولا تعقد منفردة.

وزعمت وزيرة خارجية الوحدة، أن الاجتماعات الوزارية التشاورية الطارئة عقدت في السابق بحضور وزيرين أو ثلاثة، معربة عن استغرابها من ابتداع أمانة الجامعة العربية شرطاً غير موجود في الميثاق واللوائح وغير مسبوق، بأن تؤكد أن هناك 14 دولة لا بُد أن تكتب حضورها كتابياً.

وأشارت المنقوش، إلى أن الإجراء الذي اتبعته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وضع الكثير من الدول في حرج الاصطفاف وبالتالي تكون الجامعة قد أقحمت نفسها في الانحياز الواضح لإحدى الدول وهو ما تمنينا تجنبه من أمانة الجامعة حرصاً على وحدة الصف العربي والعمل العربي المشترك.

وأكدت المنقوش، أن الحاضرين أعربوا عن دعمهم لتمسُّك ليبيا بعقد الاجتماع التشاوري وتحقيق الاستقرار في ليبيا ولوحدة الموقف العربي، وجهود البعثة الأممية في ليبيا ورئيسها الممثل الخاص للأمين العام للأمم عبدالله باتيلي الهادفة لتحقيق الاستقرار ودعم الانتخابات.

يضيف دياب، أن حكومة الوحدة أدركت وقوعها في مأزق، فعدم عقد الاجتماع هو بمثابة سحب شرعيتها، والدليل تتالي بياناتها التي اتهمت فيها الجامعة بالانحياز، مع أن موقف الجامعة واضح وصريح بعدم اكتمال النصاب القانونية. 

واتهم الناطق باسم حكومة الوحدة، محمد حمودة، الأمانة العامة للجامعة العربية، بانحيازها لدولة عضو على حساب أخرى.

وزعم حمودة، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي انعقد في طرابلس سليم قانونيا، وما قامت به الأمانة العامة للجامعة العربية يعد انحيازا لدولة عضو على حساب أخرى، وهو ما كنّا نرجو ألّا يحدث. 

وأضاف: “لم يُحدّد ميثاق الجامعة العربية نصابًا لانعقاد الاجتماع التشاوري، و بحث الاجتماع التنسيق في القضية الفلسطينية، وقضايا ليبيا والمغرب العربي الكبير، وغيرها من القضايا العربية، و ليبيا حريصة دائما على وحدة الصف العربي، وهذا الاجتماع التشاوري خطوة نحو تحقيق هذا الهدف”. 

وأكد أن كل الجهود التي تحاول عرقلة مساعي ليبيا والدول الصديقة لجمع شمل الدول العربية، لن تنجح لأنها تأتي عكس إرادة الشعوب العربية أولا والقادة العرب ثانياً. 

ويؤكد الباحث أن موقف الجامعة العربية يرجع إلى إيمانها بعدم قدرة حكومة الوحدة على بسط سيطرتها على الأوضاع الأمنية وأنها حكومة مرتهنة للميليشيات ومنتهية الولاية. 

وخلال افتتاح هذا الاجتماع، أكدّت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش التزام حكومة الوحدة الوطنية بإجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية ومنع انزلاقها إلى الفوضى، داعية إلى ضرورة أن تكون جهود الجامعة على مستوى جهود الأمم المتحدة.

وقالت المنقوش “حكومة الوحدة الوطنية مصرة على دور الجامعة العربية، ولا يمكن منعها من لعب دور إيجابي في إنهاء المرحلة الانتقالية”.

واعتبر المبعوث الأممي عبدالله باتيلي عقد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في العاصمة طرابلس يهدف إلى خلق ظروف لمساعدة ليبيا على العودة.

وأكد أن التضامن ضروري لأن المنطقة تحتاج إلى أن تكون ليبيا بلدا مستقراً، داعياً الأطراف الليبية إلى ضرورة التوافق من أجل أن تصبح بلادهم دولة مستقرّة.

وعبر رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا عن امتنانه لدول عربية لعدم مشاركتها في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي استضافته حكومة الدبيبة.

ودعا باشاغا، الدول العربية لدعم التسوية الليبية-الليبية لتمهيد الطريق أمام وجود سلطة منتخبة في البلاد، مضيفاً: “نشكر الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات والأمانة العامة للجامعة العربية على امتناعهم عن المشاركة في المسرحية التي حاولت الحكومة المنتهية الولاية تسويقها”.