غاز المتوسط ومحاصرة أوروبا.. لماذا دعم أردوغان “الوفاق” في معركة الوطية؟

0
494
رجب طيب أردوغان_ نهب الثروات
رجب طيب أردوغان_ نهب الثروات

ألقت صحف عالمية وعربية الضوء على التطورات العسكرية التي شهدتها ليبيا أمس المتمثلة في سيطرة ميليشيات حكومة الوفاق على قاعدة الوطية العسكرية بدعم تركيا وبمساعدة المرتزقة السوريين، بعد انسحاب الجيش الوطني الليبي من القاعدة التي تقع على الحدود التونسية.

وفي وقت احتفت فيه الصحف التركية والمواقع الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسيطرة الميليشيات على قاعدة الوطية، نقلت وسائل إعلام عربية وعلى رأسها موقع قناة العربية عن مصادرها أن لهذا التطور تداعيات خطيرة على ليبيا، باعتباره استمرار لمطامع أردوغان في ثروات المنطقة وموارد الطاقة في شرق البحر المتوسط .

ونقل موقع العربية عن مراقبون للشأن الليبي أن سيطرة ميليشيات حكومة الوفاق الليبية على قاعدة الوطية الجوية، سيفتح الطريق أمام تركيا لتحويلها لقاعدة عسكرية دائمة في ليبيا، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي في منطقة شمال إفريقيا وقربها من البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، بما يخدم أهداف الرئيس رجب طيب أردوغان ومشروعه لا سيما في المناطق التي تشرع له المجال للتنقيب عن الغاز في المتوسط.

وقالت العربية إن قاعدة الوطية تعد من أهم القواعد الجوية الليبية وأكبرها، إذ تبلغ مساحتها نحو 50 كلم مربع، وتضمّ بنية عسكرية ضخمة شديدة التحصين، أقامتها الولايات المتحدة في أربعينيات القرن الماضي، وتتسم بموقع استراتيجي هام بقربها من الحدود التونسية والجزائرية وكذلك من البحر المتوسط، وتتيح تنفيذ عمليات قتالية جوية ليس بنطاق العاصمة طرابلس فقط وإنما بكامل المنطقة الغربية وحتى وسط ليبيا.

واعتبر المحلّل السياسي أبو يعرب البركي في تصريح لـ”العربية.نت”، أن الجهود العسكرية التركية هي التي رجحت الكفة لصالح قوات الوفاق، مشيرا إلى أنه لا يمكن اعتبار من دخل قاعدة الوطية الجوية قوات تابعة للوفاق، بل هي تركيا بشكل علني وواضح.

وأضاف أن تركيا ستضع يدها على الوطية وتحولها إلى قاعدة عسكرية دائمة في ليبيا في حال لم يستعدها الجيش، لأهداف عدّة يخطط لها الرئيس رجب طيب أردوغان، من بينها محاصرة أوروبا، ومحاولة التأثير السياسي في تونس والجزائر، خاصة أن هذه القاعدة تكمن أهميتها الاستراتيجية في كونها على الحدود في أكثر من جهة، لافتا إلى أن أردوغان باستحواذه على الوطية وعلى مدن الغرب الليبي، سيكون أمام فرصة كبيرة لفرض نفسه في خارطة غاز شرق المتوسط ، خاصة أن ممرات الغاز الليبي تسير في ذات الاتجاه الذي دخله اليوم.