ألقت تركيا بثقلها في الصراع الدائر داخل ليبيا خلال الفترة الماضية، وذلك من أجل توسيع نفوذها والحصول على ضمانات تحفظ مصالحها مستغلة الأزمة السياسية والفوضى الأمنية التي تشهدها البلاد.
تشهد ليبيا انقسام مؤسسي خلال العام الماضي، وذلك بوجود حكومتين واحدة في الغرب تحت رئاسة عبد الحميد دبيبة انتهت ولايتها يونيو العام الماضي، وأخرى في الشرق مكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا.هذا الانقسام استغلته تركيا للحصول على مكاسب جديدة حيث وقعت اتفاقيات مع حكومة الوحدة في أكتوبر الماضي تتيح لها التنقيب على النفط والغاز في المياه الإقليمية الليبية.
وتبحث تركيا اليوم عن حليف جديد في ليبيا مع ضعف حكومة الوحدة وعدم سيطرتها على مقاليد الحكم حتى في العاصمة طرابلس، بعد اتساع خلافاتها مع أغلب المؤسسات الليبية وعلى رأسهم البرلمان ومجلس الدولة وديوان المحاسبة، بالاضافة إلى بعض الكتائب المسلحة المتواجدة في غرب ليبيا.
قالت مصادر إن تركيا تبحث عن شخصية بديلة عن الأسماء المستهلكة على الساحة الليبية لتكون حليف لها في الفترة المقبلة، وذلك بعد التأكد من قرب إجراء الانتخابات في البلاد، حيث اتفق مجلسي النواب والدولة على إحالة القاعدة الدستورية للنظر فيها للتمهيد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
أضافت المصادر أن الشخصية التي تبحث عنها تركيا ستكون مقربة من رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا، وذلك لدعمها في الانتخابات الرئاسية القادمة.
تابعت المصادر أن أنقرة ترغب أيضا في دعم شخصيات للانتخابات البرلمانية.
تربط فتحي باشاغا علاقات وطيدة بالحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان، حيث كان له دور كبير عندما كان وزيرا لداخلية حكومة الوفاق في توقيعها اتفاقيات أمنية وبحرية مع أنقرة في أواخر عام 2019.
فبموجب الاتفاقية الأمنية بين حكومة الوفاق وتركيا، نشرت الأخيرة قوات عسكرية في غرب ليبيا، كما أرسلت أكثر من 20 ألف مرتزق سوري إلى البلاد.
وقبل أسبوعين، اعتبرت تركيا أنه “لا توجد جهة فاعلة أخرى في ليبيا” يمكنها أن تلعب دورها، مشيرة إلى استمرار النهج الذي بدأته مع حكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فائز السراج، ثم حكومة الوحدة الوطنية.
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في معرض تقييمه لعمل وزارة الخارجية في عام 2022، إن النتائج الملموسة للإرادة التي أبدتها تركيا في ليبيا منذ عام 2019 ما زالت متواصلة. مضيفاً أنه لا توجد جهة فاعلة أخرى في ليبيا يمكنها أن تلعب الدور الذي تلعبه تركيا.