اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة.. هل تتمخض هذه المرة عن حلول؟

0
211

لا يمكن لأحد التكهن بمستقبل ليبيا ونهاية الأزمة الحالية، سيناريوهات عدة يمكن طرحها وتحليلها ومناقشتها، ولكن تلك الأزمة تأتي دايما بما هو غير متوقع، ويبقى الأمر الحقيقي فيها، هو استمرار الانقسام وبقاء الوضع كما هو عليه منذ أكثر من 10 سنوات.

حياة سياسية مُتيبسة، ميليشيات في غرب البلاد، وحكومتان إحداهما تستميت على السلطة، والأخرى جاء بها مجلس النواب لكنها لم تقدم أي شئ على أرض الواقع، بل يمكن أن نقول أنها زادت من الأزمة، فالدولة الآن وسط النار، تصارع من أجل البقاء، وتحارب من أجل الاستمرار.

وفي سرب أخر، وعلى مدار سنوات، تُغني اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، عقد الجميع أمالهم عليها، باعتبارها تمثل كلا من الجيش الوطني الليبي من الشرق، ووزارة الدفاع بحكومة غرب ليبيا، فأجرت الاجتماعات والمشاورات والمباحثات طوال تلك الفترة.

أجرت تلك اللجنة اجتماعات عديدة أسفرت عن انتصارات سياسية طفيفة لصالح ليبيا، وعلى الرغم من ندرة النتائج الإيجابية لانعقاد كل تلك الاجتماعات، إلا أن تلك الانتصارات نسبها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة لنفسه، ورددها كثيرا في كل محفل ولقاء ليظهر بمظهر الشجاع.

ولكن لا يمكن القول بأن ما نتج عن اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة، كان كافيا لحل أزمة ليبيا، على الرغم من الآمال الكبيرة المعقودة عليها، ففي كل مرة تخرج اللجنة بتوصيات ومُخرجات، يُجمع الكل على الموافقة عليها، ولكن على أرض الواقع لا تُطبق ولا يُنفذ منها حرف واحد.

فقبل عدة أشهر، أجرت اللجنة مشاوراتها قبل الأخير في العاصمة المصرية القاهرة، والتي استمرت لعدة أيام، وأعلنت العديد من المخرجات أهمها طرد المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، وتوحيد المؤسسة العسكرية لبناء جيش قوي موحد بعيد عن التجاذبات السياسية التي تشهدها البلاد.

انعقدت اللجنة اليوم أيضا في مدينة سرت، ومنذ اجتماع القاهرة وحتى اليوم، لم تُتخذ خطوة واحدة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه بالعاصمة المصرية، فمازالت المرتزقة والقوات الأجنبية التي تعمل تحت إمرتها موجودة، ومازالت المؤسسة العسكرية في ليبيا منقسمة وتعمل تحت وطأة التجاذبات السياسية.

اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، حتى اليوم لم تُسفر عن نتائج حقيقية ولا تُبشر بالوصول لاتفاق محكم يتوافق عليه الجميع ويتم تنفيذه، لذلك يمكننا أن نقارن بين تلك الاجتماعات وبين مبادرات المجلس الرئاسي الليبي، تَنعقد فقط، دون أن يتحقق منها أي شيء.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة مجرد حبر على ورق، فالمرتزقة تأتمر بأمر قوى خارجية فاعلة كتركيا، لا يمكنها أن تنسحب بسهولة أو وقتما رغبت اللجنة العسكرية، فالأمر يتعلق بدول أخرى وتهديد ليس فقط بأمن ليبيا، بل بدول الجوار لليبيا.

أما بالنسبة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وحتى وإن اتفقت الجهات الرسمية في شرق وغرب ليبيا على توحيدها، فهناك عقبة ستعرقل كل شئ، ألا وهي الميليشيات، فوجود السلاح بأيادي أشخاص غير نظاميين، يأبى آمريها أن يتركوا السلاح إلا بموتهم، يجعل الأمر شديد الصعوبة ويُنذر بحرب أهلية لا فرار منها.

فهل من الممكن أن تسفر الاجتماعات الأخيرة للجنة العسكرية عن شيء لصالح مستقبل ليبيا؟