فوضى السلاح والميليشيات تحصد أرواح الأطفال في ليبيا

0
325

أطاحت حرب الميليشيات في ليبيا بكل شيء، فلم تكتفي بتدمير الحياة السياسية وتعطيل أي خطوة نحو الاستقرار، امتد الأمر لقتل الأبرياء والعُزل، ولم تفرق الرصاصات بين كبير ولا صغير، شيخ أو امرأة، فقُتلت البراءة وطعنت أيادي الغدر من لا ذنب لهم.

فمع احتدام الاشتباكات بين الميليشيات الليبية في مدينة العجيلات، الواقعة في غربي ليبيا، لقي طفل صغير مصرعه برصاصات طائشة متبادلة بين هؤلاء، حيث تم نقله لمستشفى النواران، إلا أنه توفى متأثراً بجراحه بعد عدة أيام، وكعادة تلك الحوادث، تُقيد الجريمة ضد مجهول.

دخل الطفل المستشفى وهو في نزعه الأخير، ويتلقط أخر أنفاسه، فلم يمكث طويلاً حتى وافته المنية، وقبلها، رفضت مستشفى العجيلات، المدينة التي أصيب فيها، أن تستقبله بحجة أن حالته حرجة، وأن المستشفى لا يوجد بها التجهيزات اللازمة لإسعافه، وقد يكون التأخر في مداواة الطفل سبباً في وفاته.

قُتل الطفل الصغير مرتين، أولهما برصاصات الميليشيات الغادرة، والمرة الثانية بسبب الإهمال والفساد وضعف الإمكانيات في مستشفيات غرب ليبيا، قُتل مرة بأيادي المُسلحين، والمرة الثانية قتله المسؤولون بشكل غير مباشر.

تلك الحادثة، أعادتنا بالذاكرة لأيام مضت، بعد أن لقي رجل ليبي وزوجته مصرعهما وأصيب طفلاهما بجروح بالغة في إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في مدينة الزاوية غربي ليبيا.

ما يحدث الآن في ليبيا، هو امتداد طبيعي، لما تشهده البلاد لأكثر من عقد من الزمان، من انهيار في المنظومة الأمنية، واستباحة دماء الأبرياء، بعد أن مَكن الطامعين في السلطة، أشخاص غير مؤهلين لحمل السلاح، فجعلوهم أصحاب السلطة الحقيقيين، وحولوهم إلى قتلة لا يجرؤ أحد على محاسبتهم.

وقبل كدة أشهر، قُتل طفل وإصابة اثنين آخرين بجروح جراء إطلاق النار لمناسبة احتفالية في المدينة، فضلا عن أنباء اختطاف الأطفال التي باتت طبيعية، فلا يوجد طفل في مأمن، مادامت تلك الميليشيات تمارس مهامها في قتل الأبرياء.

العديد من حوادث الخطف شهدتها ليبيا على مدار السنوات الماضية، حيث اختُطفت الطفلة جنات من أمام منزلها الكائن في منطقة التمايم بقصر بن غشير المحاذية لمطار طرابلس، بالإضافة إلى اختطاف الطفل الليبي مصطفى البركولي، صاحب الـ 14 عاما، الذي تعرض لعملية اختطاف من أمام منزل أسرته بحي الجديد في مدينة سبها، على يد 4 أشخاص مجهولين.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، حذرت من مخاطر السلاح على الأطفال في ليبيا، مشيرة إلى تأثير هذه الحوادث على الصحة النفسية والعقلية للأطفال، وقد يكون التأثير طويل المدى.

ودعت المنظمة الجهات الأمنية إلى حماية الأطفال، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع استخدام الأسلحة في الأحياء المدنية.

وقالت: “ينبغي ألا يعيش أي طفل في خوف، كما يجب منع ممارسة استخدام الأعيرة النارية في المناسبات”.