خرجت مظاهرات في العديد من المدن الليبية أمس الجمعة، للتنديد بتسليم حكومة الوحدة المواطن أبو عجيلة مسعود المريمي، للولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمته في قضية لوكربي.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لرئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، ووزيرة الخارجية بحكومة الوحدة نجلاء المنقوش، معتبرين أن تسليم أبو عجيلة للسلطات الأمريكية خيانة لليبيا وانتهاك لسيادتها.
واحتشد المتظاهرون في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس لمؤازرة عائلة أبو عجيلة المريمي، التي كانت دعت أمس الليبيين للخروج في كافة ميادين ليبيا للمطالبة بإطلاق سراح أبو عجيلة وإعادته إلى بلاده.
وفي غات، طالب مجلس حكماءها وأعيانها في بيان له، خلال وقفة احتجاجية نظمها الأهالي ضد تسليم أبو عجيلة المريمي، بإصدار مذكرة توقيف وإحضار فوري وعاجل بحق كل من كانت له اليد في تسليمه إلى جهات أجنبية.
كما أعربت قبائل ليبيا رفضها لتسليم أبو عجيلة للولايات المتحدة، وأعلنت كل من قبائل ورفلة وقبائل فزان وقبائل القذاذفة استنكارها لتسليمه وطالبوا بإعادة إلى بلاده ومحاكمة كل المسؤولين عن اختطافه.
وفي نوفمبر الماضي اختطفت ميليشيا مسلحة تتبع رئيس جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي الشهير بـ”غنيوة” الموالي لحكومة الوحدة، أبو عجيلة مسعود، من منزله في منطقة أبو سليم بالعاصمة طرابلس قبل نقله إلى قاعدة عسكرية في مصراتة، واحتجزته لمدة أسبوعين ثم قامت بتسليمه إلى السلطات الأمريكية.
وتتهم الولايات المتحدة أبو عجيلة، بالضلوع في تصنيع القنبلة التي تسببت تفجير في طائرة “بان أميركان 103” عام 1988، والتي قتل خلالها كل من كانوا على متن الطائرة وعددهم 259 شخصاً بينهم 190 أمريكياً، بالإضافة إلى 11 شخصاً سقط عليهم حطام الطائرة في بلدة لوكربي بإسكتلندا.
ولاقى إقدام حكومة الوحدة على إعادة فتح قضية لوكربي واختطاف أبوعجيلة مسعود وتسليمه للسلطات الأمريكية، رفض واسع في ليبيا من جميع المؤسسات والشخصيات السياسية والنشطاء والقبائل في ليبيا.
وتقدم ذوي أبو عجيلة مسعود المريمي، بشكوى النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور، بشأن عملية القبض عليه وتسليمه للسلطات الأمريكية.
وقال النائب العام إن النيابة باشرت التحقيق في الشكوى وسيتم الإعلان عن نتائجها في حينها.
وبالإضافة إلى ذوي أبو عجيلة، طالبت العديد من الجهات في النائب العام بإجراء تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن اختطافه وعلى رأسهم مجلس النواب ومجلس الدولة بالإضافة إلى ناشطون ليبيون.
واعترف رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد دبيبة، في كلمة للشعب الليبي، بوجود تنسيق مسبق مع السلطات الأمريكية وحكومته لتسليم أبو عجيلة مسعود المريمي، قائلاً: إن مصلحة ليبيا تقتضي التعاون مع الدول الكبرى لتحقيق مصالحها.
وذكر دبيبة، أن مسؤولية الدولة تجاه قضية لوكربي أغلقت بالمليارات التي دفعها النظام السابق ولن يعاد فتحها، مشيراً إلى أن أبو عجيلة يحاكم من جهة المسؤولية الجنائية باعتباره أحد العناصر المخططة لعملية لوكربي.
