إخوان ليبيا وراء تسليم “بوعجيلة”.. قربان “الإخوان” لواشنطن من أجل الدعم

0
302

أيام قليلة تسارعت فيها وتيرة الأحداث على الساحة الليبية، بشأن تسليم حكومة الوحدة للمواطن الليبي أبوعجيلة مسعود للولايات المتحدة الأمريكية، بالمخالفة للقانون.

وأكدت الولايات المتحدة، أنها تحتجز المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود الذي تشتبه في قيامه بصنع القنبلة التي استخدمت في تفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي في إسكتلندا في ديسمبر 1988، ما أسفر عن مقتل 270 شخصاً.

ورغم اعتبار الأمر انتهاكات للسيادة الوطنية الليبية، إلا أن عناصر جماعة الإخوان المسلمين يعتبرونه نصراُ واستعادة للحقوق الليبية، على الرغم من غلق القضية منذ سنوات.

ففي الوقت الذي يشتعل فيه الرأي العام الليبي في ظل صمت السلطات (المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة)، خرجت تصريحات المحسوبين على جماعة الإخوان وداعمي الإرهاب.

وزير الدولة في حكومة الوحدة، وليد اللافي، تباهى بتسليم المواطن بوعجيلة، معتبراً عملية تسليمه صفقة.

وقال اللافي: “نجحنا في صفقة المتهم في قضية ‎لوكربي لأجل انتصار العدالة، وتسليم أبوعجيلة مسعود سيعيد للدولة الليبية مبلغ 74 مليار دولار مجمدة في أمريكا”.

كذلك رئي التحالف الليبي الأمريكي عصام عميش، القيادي في جماعة الاخوان المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية، قال: أبوعجيلة مسعود مجرم وهو الشريك الثالث لعصابة مخابرات القذافي في لوكربي”.

وكشفت عائلة أبوعجيلة أن عناصر من القوة المشتركة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، هي من اعتقلت المريمي، يوم 17 نوفمبر الماضي، وجرى احتجازه في أحد مقراتها بمدينة مصراتة.

وأوضح ابن شقيق المريمي، أن أبوعجيلة مسعود الذي يناهز الـ80 عاماً من العمر، كان طريح الفراش ساعة اعتقاله، حيث يعاني من مرض مزمن.


وخاطبت العائلة مكتب النائب العام، ووزارة العدل، إلى جانب المحامي العام، والمجلس الرئاسي، ولكنها لم تتحصل سوى على وعود وتطمينات بالخصوص.

ويرى مراقبون ونواب ليبيون أن الأمر لا يخرج عن كونه تقديم قربان من قبل حكومة الوحدة بتنسيق من قبل اللوبي الإخواني في واشنطن، في محاولة لكسب رضا رضا إدارة بايدن.

ووصف رئيس المجلس الأعلى ورشفانة المبروك محمد أبو عميد عملية تسليم المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي بالمفضوحة، قائلاً إن تسليم المواطن الليبي أبو عجيلة المريمي لأمريكا مخالفة للقوانين والأخلاق وصفقة مفضوحة لأناس سيلعنهم التاريخ.

وانتقد رئيس المحكمة العليا الأسبق والخبير القانوني المستشار عبدالرحمن أبو توتة تسليم المواطن الليبي المختطف أبوعجيلة محمد مسعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وطرح مجموعة من التساؤلات عن عملية التسليم، نقلتها صحيفة اندبندنت عربية.

جاء فيها: “وفقاً لأي إجراءات تم التسليم ومتى طلب المدعي العام الأمريكي تسليم هذا الرجل؟ ولماذا لم يطلب تسليمه من قبل أسوة بالراحل عبدالباسط المقرحي والأمين فحيمة؟ وهل ظهرت أدلة جديدة بعد تسوية ملف قضية لوكربي في عام 2008؟ وأخيراً ما الغاية من تسليم هذا الرجل بعد مضي هذه السنين الطوال على حدوث الواقعة؟”.

وأضاف “إذا افترضنا جدلاً أن هناك دليلاً ضد الرجل فهل سيقدم للمحاكمة، وما موقف المحكمة من اتفاق التسوية بين الدولتين الذي ينص على إسقاط جميع القضايا في شأن هذه الواقعة، وعدم قبول أي دعاوى جديدة في شأنها أمام المحاكم الأمريكية، سواء ضد الدولة الليبية أو مؤسساتها أو رعاياها من الأشخاص الطبيعيين؟”.

وقال مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف، حول عملية تسليم المتهم الليبي مسعود إلى واشنطن:” أعلن اليوم وبشكل مفاجئ وخلافاً لكل التوقعات أن المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي أضحى أسيراً لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وليس لنا في هذا المقام إلا تذكير المسؤولين الأمريكيين بتعهداتهم وتشريعاتهم الصادرة بالخصوص”.

وبحسب بوشناف: “نص الاتفاق الموقع بين ليبيا وأمريكا عام 2008 في المادة 3 على (قبول الطرفين للتسوية المادية في مقابل تلك القضايا وتعتبر هذه الأموال المدفوعة تسوية كاملة ونهائية تماماً، ولا يجوز بعدها فتح أية مطالبات جديدة عن أي أفعال ارتكبت من الطرفين بحق الآخر قبل تاريخ 30 يونيو 2006)”.

وأشار إلى أنه “وفي المادة (ب – 3) الملحق تم تأكيد التزام الولايات المتحدة بتوفير الحصانة السيادية والدبلوماسية لليبيا، وبألا يتسلم أهالي الضحايا أي تعويضات من الصندوق المشترك المخصص للغرض إلا بعد توفير هذه الحصانة وهو ما تم بالفعل عبر مراسيم رئاسية وتشريعية أمريكية”.