ردود أفعال ليبية غاضبة بعد تسليم بوعجيلة للولايات المتحدة.. واتهام الحكومة بالخيانة

0
256

صفقة مشينة أتمتها حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية مع الولايات المتحدة الأمريكية، تنازلت من خلالها عن سيادة ليبيا لصالح الأمريكان، لتستكمل مسلسل التنازلات التي قدمتها منذ أن استقدمها المؤتمر السياسي وجاء بها على رأس السلطة، والهدف واضح، دعم من رأس الغرب لتستحوذ على السلطة.

ما كان خبرا أصبح عَيان، وليس الخبر كالعيان، فما كان يتداوله البعض على ألسنة المصادر من داخل حكومة الوحدة، حول تسليم المواطن الليبي بوعجيلة مسعود، للولايات المتحدة الأمريكية، لمحاكمته على خلفية اتهامه في تفجيرات لوكيربي، أصبح واقعا، وتمت الصفقة في صمت.

 فقل ساعات، تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية الخبر بفرحة عارمة، حيث نقلت شبكة إن بي سي، عن وزارة العدل الأمريكية، احتجاز بوعجيلة في أحد السجون بالولايات المتحدة، بعدما سلمته السلطات في غرب ليبيا، وبعدها انتشر الخبر في المنصات الإعلامية الغربية، بينما لم تعلق حكومة الوحدة الوطنية على خبر حتى الآن.

فعلى الرغم من تأكيد مسؤولين بحكومة دبيبة نفسها، واعترافهم بانتهاء وغلق هذا الملف بالكامل، إلا أن تلك الفرصة بالنسبة لهذه الحكومة لا تُعوض ولن تأتي فرص أخرى مناسبة إلا بعد حين، لكسب الدعم الأمريكي، بعدما أتمت صفقات حصلت من خلالها الدعم التركي.

علقت عائلة أبوعجيلة مسعود المريمي على الخبر، وروت تفاصيل القبض عليه في ليبيا قبل تسليمه للسلطات الأمريكية، حيث أكدوا أن عناصر من “القوة المشتركة” التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية اعتقلته يوم 17 نوفمبر الماضي، وجرى احتجازه في أحد مقراتها بمدينة مصراتة.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام ليبية، قال ابن شقيق المريمي، إن بوعجيلة مسعود الذي يناهز الـ80 عاما من العمر، كان طريح الفراش ساعة اعتقاله، حيث يعاني من مرض مزمن.

واستكمل حديثه قائلا: “العائلة خاطبت مكتب النائب العام، ووزارة العدل، إلى جانب المحامي العام، والمجلس الرئاسي، ولكنها لم تتحصل سوى على وعود وتطمينات بالخصوص، كما أن وفد اجتماعي مكون من حوالي 40 شخصا، حاول مقابلة رئيس الحكومة عبدالحميد دبيبة بالخصوص لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وجرت مقابلتهم من أحد ممثليه”.

وأوضح أن أفرادا من عائلة المريمي زاروه في مقر احتجازه بمدينة مصراتة، حيث أبلغوا بقرب إطلاقه، إلا أنهم تفاجأوا اليوم بخبر تسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ردود الأفعال في ليبيا غاضبة، وشعر الجميع أن هيبة وقيمة الدولة اهتزت بما أحدثته حكومة الوحدة الوطنية والتنازل الذي قدمه بشكل مهين للولايات المتحدة الأمريكية، واعتبرت ما حدث خيانة عظمى تستوجب الحساب والمعاقبة بأقصى العقوبات.

رئيس تنسيقية الأحزاب والتكتلات ناجي بركات، شن هجوما عنيفا على رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، ووزيرة خارجيته نجلاء المنقوش.

وقال بركات في تغريدة عبر تويتر إن المنقوش والدبيبة باعا ليبيا، وسلما المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود إلى واشنطن من أجل البقاء في السلطة، معتبرا أن تصريحات السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند ببقاء هذه الحكومة جاءت لإتمام الصفقة.

أما المرشح الرئاسي سليمان البيوضي، فيرى أن تسليم حكومة الوحدة الوطنية المواطن بوعجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية جريمة وخيانة وفقا لأحكام القانون الليبي.

وقال البيوضي: “موقع بي بي سي يؤكد أن حكومة الدبيبة سلمت مواطنها أبوعجيلة مسعود للولايات المتحدة الأمريكية في إطار مزاعم حول تورطه في ملف لوكربي”.

ووصف البيوضي ما حدث بأنه خيانة عظمى لليبيا وفتح لملف دولي أغلقته ليبيا سيكلف بلدنا ومستقبلها الكثير، مضيفا أنها مسألة تتجاوز قضايا الرأي العام والاصطفاف السياسي ويجب أن يكون رد الفعل قاسيا ضد الخيانة والعمالة العلنية وتتجاوز فضاء التواصل الاجتماعي.

ومن جانبه، طالب عضو مجلس النواب علي العيسوي النائب العام بفتح تحقيق فوري في احتجاز الولايات المتحدة الأمريكية للمواطن أبو عجيلة مسعود.

وقال العيسوي عبر تويتر: “لا نقبل بهذا التصرف الغير مسؤول أبدا، مشيرا إلى إن موضوع قضية لوكربي أقفل باتفاق ثنائي بين ليبيا والولايات المتحدة بعد دفع ليبيا التعويضات المقررة”.

ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، أنه يخشى أن تكون عملية تسليم مواطن ليبي، في إشارة إلى أبوعجيلة مسعود، قد جرت خارج الأطر القانونية ودون إشراف القضاء الليبي، معتبرا ذلك يشكل خرقا قانونيا فاضحا ومساسا بسيادة الدولة الليبية واستقلال قضائها الوطني.

وقال باشاغا، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر: “رفضنا للدكتاتورية والاستبداد وتطلعنا لترسيخ دعائم الديمقراطية ودولة القانون تحتم علينا جميعًا ضرورة احترام حقوق الإنسان ومحاكمة أي متهم تحت مظلة قانونية وبإجراءات قضائية شفافة تضمن للمتهم حقه الطبيعي في الدفاع عن نفسه”.

وعبر باشاغا عن رفضه بشدة أي شكل من أشكال الإرهاب، مشيرا إلى دعمه مبدأ المحاسبة ومحاكمة كل من ارتكب جريمة مخالفة للقانون وعدم تمكين المجرمين من الإفلات من العقاب شريطة أن يجري كل ذلك وفق أسس من الشفافية والشرعية الإجرائية والقضائية.

وتابع: “كل من ساهم في مخالفة القانون، وانتهاك سيادة الدولة والمساس باستقلال القضاء الوطني تطاله المسؤولية الأخلاقية والوطنية التي لن يمحوها التاريخ الوطني من الذاكرة”.

في الوقت نفسه، أعلن القضاء الاسكتلندي، اليوم الأحد، أن المواطن الليبي بوعجيلة مسعود محتجز لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت النيابة العامة الاسكتلندية إن أهالي ضحايا هجوم لوكربي علموا أن المشتبه به بو عجيلة محمد مسعود محتجز في الولايات المتحدة، مؤكدة بمواصلة التحقيق معه.