حكومتا تونس والوحدة الليبية تعقدان اجتماع موسع لبحث تعزيز التعاون بين البلدين

0
112

عقدت الحكومة التونسية برئاسة نجلاء بودن، اليوم الأربعاء، اجتماع موسع مع حكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد دبيبة، بقصر الحكومة في العاصمة التونسية، لبحث تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

وقالت الحكومة التونسية في بيان، إن نجلاء بودن، رحبت في مستهل الاجتماع برئيس حكومة الوحدة الليبية والوفد المرافق له، معتبرة أن هذا اللقاء يمثل مناسبة متجددة من أجل مزيد تعزيز علاقات التضامن والتعاون بين تونس وليبيا، في ظلّ سياق إقليمي ودوليّ بات يفرض توحيد الجهود لمزيد التقارب والتعاون، وتأكيداً للطابع الاستراتيجي للعلاقات التونسية الليبية.

وجددت بودن، خلال كلمة بالمناسبة، موقف تونس الثابت للوقوف إلى جانب الأشقاء الليبيين، ودعم جهودهم من أجل إيجاد تسوية مستدامة للوضع في ليبيا، تعيد إليها الأمن والاستقرار مشددة أن تونس لن تدخر أي جهد من أجل المساعدة على المضي قدما نحو حوار ليبي-ليبي وتحقيق المصالحة بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها الوطنية.

واضافت أن تونس تظل خير سند لليبيا الشقيقة حتى استكمال استحقاقاتها الانتخابية بما يسهم في دعم مسارها الديمقراطي، واستعادة تعافيها، وتركيز مؤسساتها الدستورية الدائمة، تحقيقاً لتطلعات وآمال شعبها وترسيخا لمكانتها كطرف وازن في محيطها الإقليمي والدّولي.

وأعربت رئيسة الحكومة التونسية عن ارتياحها للخُطوات التّي تحققت على درب استعادة النسق الطبيعي للتعاون الاقتصادي والتجاري مع ليبيا، رغم الظَّرف الصعب الذّي خلفته جائحة كوفيد-19 والذّي ضاعفت من حدّته الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الخطيرة على مختلف الأصعدة، داعية في الآن نفسه إلى مزيد تكثيف الاتصالات ودفع نسق التشاور والتنسيق، واستكشاف آفاق جديدة واعدة للتعاون والشراكة، وضرورة تضافر الجهود من أجل تسوية الملفات العالقة وتسهيل الإجراءات وتبسيطها وإزالة جميع العقبات التّي ما تزال تحول دون تحقيق النُقلة النوعية المنشودة في تعاوننا الاقتصادي وتطوير الاستثمارات في دولتينا وتعزيز تعاوننا في المجال المالي والمصرفي، وتطوير مبادلاتنا التجارية.

وأكدت أن تونس تسعى، بالتنسيق مع الجهات الليبية ذات العلاقة، إلى تهيئة جميع الظروف لتيسير تنقل العائلات ومراعاة الحالات الإنسانية، وتيسير انسيابية وتدفق السلع والخدمات في الاتجاهين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين الجانبين في المجالين الصحي والأمني وكذلك تحقيق الأمن الغذائيّ والطاقي من أجل مواجهة ما فرضته التطورات الدولية من تحديات مستجدّة.

وذكّرت بضرورة وضع الآليات المناسبة لتحقيق الاستفادة من المزايا التكاملية بين البلدين وما يتوفر فيهما من خبرات وتجارب ناجحة في مجالات الموارد البشرية والتكوين المهني والتكنولوجيات الحديثة والصحة والتعليم والنقل والسياحة.

كما أكّدت على الدور المحوري للقطاع الخاصّ في البلدين لمزيد تنشيط العلاقات الثنائية واستثمار الإمكانيات الهامة لبناء الشراكات وجلب الاستثمارات وبعث الشركات، على المستوى الثنائيّ، وضمن التعاون الثلاثي أيضا، لاسيّما باتجاه السوق الإفريقية الواعدة، وتطوير التبادل التجاري مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، التي تعتبر امتدادا تنمويا وأمنيا وبشريا لكلا بلدينا.

من جانبه عبّر رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد دبيبة، عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به رفقة الوفد المرافق له لدى حلوله بتونس مبرزا أن ليبيا وتونس تجمعهما علاقات متميزة لا يمكن المساس بها.

وأشار دبيبة، في كلمته إلى أن الأوضاع على الصعيدين الدولي والإقليمي تشهد تطورات متسارعة وهو ما يفرض تعزيز العمل المشترك وتوحيد السياسيات في مواجهة هذه التحديات المتزايدة.

وأضاف أن الشعب الليبي مصمم على فرض إرادته وتحقيق آماله وطموحاته في إنهاء كل المراحل الانتقالية التي فرضت الفوضى والتخبط والعبور إلى مرحلة البناء والتنمية، لذلك فإن الشعب الليبي يعول أكثر من أي وقت مضى على دول الجوار وخصوصاً دول الجوار المغاربي في تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا

واعتبر أن أي خطر أو زعزعة للاستقرار في ليبيا يمثل خطرا على تونس مضيفاً أن هدفنا المشترك يتمثل في ضمان حياة حرة وكريمة للشعبين وتمهيد الطريق لبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة.

ودعا دبيبة، في كلمته إلى التوجه نحو تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل وتبادل الخبرات والقدرات في كل المجالات والعمل على تشكيل فرق عمل مشتركة تضم خبراء من البلدين في كل القطاعات لتحديد الأهداف السياسية والأمنية والاقتصادية المشتركة ووضع الآليات اللازمة خاصة ما يتعلق بأولويات التعاون وعلى رأسها التنسيق الأمني وتبادل المعلومات ومحاربة التنظيمات الإرهابية وعصابات الاجرام المنظم، كما أبرز اهمية التنسيق المشترك في تسيير المنافذ الحدودية بين البلدين والعمل على انهاء الاشكاليات التي يواجهها عدد كبير من المواطنين ورجال الأعمال الليبيين في المعابر الحدودية.