كثيرة هي الكوارث التي تسبب فيها رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد دبيبة، منذ توليه المنصب في مارس 2021، ولكن الأغرب أنه يظهر في وسائل الإعلام ويلقي الخطابات ويدعي البحث عن حل هذه الكوارث رغم أنه المتسبب فيها.
على رأس هذه الكوارث فشل ليبيا في إجراء انتخابات ديسمبر، والذي كان دبيبة، المتسبب الرئيسي في هذا الفشل، بسبب عدم التزامه باتفاق ملتقى الحوار الليبي، سواء من حيث الإعداد للانتخابات وعدم الترشح فيها واستغلال السلطة وأموال الدولة الليبية في الدعاية الانتخابية.
ويدعي دبيبة، الآن بحثه عن حلول لإجراء الانتخابات ويؤكد أنه يرفض أن تطول المراحل الانتقالية وأن حكومته مستعدة لإجراء الانتخابات متى يتم اعتماد القاعدة الدستورية لها.
نقص الخدمات العامة، غياب الأمن، انتشار الفساد، إهدار المال العام، انقسام مؤسسات الدولة، تغول الميليشيات في غرب ليبيا، توسع الاحتلال التركي، وغيرها من الكوارث التي تسبب فيها دبيبة.
ومن آخر الكوارث التي كان دبيبة، أحد المتسببين فيها، وفاة أطفال مرضى السرطان في بنغازي، والذين توفوا بسبب عدم صرف المخصصات المالية لسفرهم إلى الخارج لتلقي العلاج من قبل مصرف ليبيا المركزي بطرابلس الموالي لحكومة دبيبة.
واليوم خرج دبيبة، بمشروع سماه “شفاء” لتنظيم علاج السرطان في ليبيا، وقال مكتبه الإعلامي إنه أصدر خلال إطلاقه للمشروع، قراراً بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان والتي ستكون مُستقلة إدارياً ومالياً وتابعةً لرئاسة الوزراء، تحت الإشراف المباشر، لوضع السياسات والخطط والبرامج اللّازمة لمكافحة السرطان ومتابعة تنفيذها، واتخاذ الإجراءات لتوطين علاج المرضى بالداخل، وضم كل مراكز السرطان لتكون تابعة للهيئة، وإعداد قاعدة بيانات لتحديد الاحتياجات من الأدوية والأجهزة اللازمة.
وأصدر تعليماته لرئيس جهاز تطوير العلاج بالداخل والخارج، لتشكيل لجنة مُستعجلة تتابع 60 حالة من حالات السرطان الأطفال في مدينة بنغازي، وإيفاد الحالات الخطيرة للخارج.
فأين كانت تعليمات دبيبة، قبل أن تحدث الكارثة وتموت الأطفال؟
ومن بين الكوارث التي تسبب فيها دبيبة، أيضاً هي انعدام الأمن في غرب ليبيا وتوغل الميليشيات وانتشار السلاح، خصوصاً في مدينة الزاوية والتي شهدت في الأيام الأخيرة عمليات قتل وتصفية يومية راح ضحيتها 14 شاب من أبناء المدينة خلال شهر واحد فقط.
إلا أن دبيبة، خرج كالعادة يدعي البحث عن حل لفرض الأمن في مدينة الزاوية، وعقد أمس الأربعاء، اجتماع بحضور عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، مع المجلس البلدي الزاوية المركز والزاوية الغرب، ومديري القطاعات بالبلديتين، بحضور عضو مجلس النواب عائشة شلابي، وعدد من أعيان الزاوية ورؤساء الأجهزة التنفيذية.
وقال مكتبه الإعلامي إن الاجتماع خصص لمتابعة الأوضاع الأمنية والخدمية، والخطوات الواجب اتخاذها حيال المشاكل والصعوبات التي تواجههم في أداء مهامهم وناقش المخطط العام لبلديات الزاوية والمشاكل التي تواجه مصلحة التخطيط العمراني في تنفيذ مخطط الجيل الثاني المعتمد لهذه المناطق.
ويرى مراقبون أن دبيبة، يمارس ألاعيب سياسية ويستغل وجوده في السلطة وسيطرته على وسائل للظهور أمام الشعب الليبي بأنه برئ من هذه الكوارث وأنه البطل المنقذ الذي سيخلص ليبيا منها في حين أنه المتسبب فيها بالأساس.