انتخاب برلمان تحت طاعته..  كيف يخطط دبيبة للاستمرار في السلطة الليبية؟

0
245
عبد الحميد دبيبة

على مدار العشر سنوات الأخيرة، وبالنظر للصراع المحتدم في الأراضي الليبية، نرى أن الطرف الذي يرغب في البقاء في السلطة، هو الطرف الذي يسعى دائما لإطالة أمد الأزمة نفسها، فيختلق العراقل من أجل تعطيل أي خطوة إيجابية نحو الاستقرار، ويبحث عن خلاف طويل لضمان البقاء.

الإخوان كانوا النموذج الواضح والجلي لهذا الأمر، فمنذ ظهور تلك الجماعة على الساحة السياسية في ليبيا في أعقاب أحداث 2011، وضعوا كل العراقل أمام الخطوات الإيجابية نحو الحل، فدعموا الميليشيات وعطلوا الانتخابات ورفضوا تسليم السلطة، وحركوا التظاهرات، والهدف من ذلك ضمان بقائهم على الساحة.

عبد الحميد دبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، التي انتهت ولايتها ويرفض تسليم السلطة، يحذوا حذوا الإخوان، بعد أن حصل على دعمهم، فهو أيضا يرى أن إطالة أمد الأزمة هو الحل لبقاءه بالسلطة، بعد أن فقد كل الدعم الشعبي له، بعدما اكتشف المواطن أن كل وعوده كاذبة ولن تتحقق.

دبيبة الذي وعد من فور توليه المنصب، بتمهيد الطريق أمام الانتخابات لتنعقد في موعدها، هو بنفسه من عطلها ووضع العراقل أمام مفوضية الانتخابات لمنع إتمامها، ومازال يعطل كل خطوة نحو الاستقرار.

عبد الحميد دبيبة ظهر اليوم بتصريحات مثيرة للجدل، يريد بها المناورة مرة أخرة والالتفاف حول القواعد والقوانين، ويخدع بها القوى السياسية والشعب على حد سواء، كما خدعهم قبل ذلك، وأعلن عن رغبته في عقد انتخابات، ولكن الانتخابات التي يرغب فيها خادعة هذه المرة.

أعلن دبيبة عن عزمه على عقد انتخابات برلمانية، كخطوة أولى نحو الانتخابات الرئاسية، بمعنى أخر، عقد تلك الانتخابات شرط دبيبة لتسليم السلطة وانطلاق المرحلة الانتقالية، وهو ما يعكس رغبته الحقيقية وراء تلك الخطوة، التخلص من برلمان طبرق الذي يؤرقه هو وحكومته.

دبيبة يرى أن خطوة عقد انتخابات برلمانية، ستفسح الطريق أمام أنصاره التابعين لجماعة الإخوان التي عقدت تحالف معه، فيمكنه من خلالهم أن يمرر أي قانون أو قرار بسهولة ويسر، ويضمن عدم مزاحمة نظامه في أي شئ.

زعم أيضا دبيبة أن عقد انتخابات برلمانية الآن، سيسفر عن حكومة جديدة لا وجود له فيها، وتلك الحكومة ستتولى أمر المرحلة الانتقالية التي ستؤدي لانتخابات رئاسية، إلا أن تلك الخطوة ما هي إلى خدعة يرغب من خلالها ضمان بقاءه بشكل مستمر ودائم في السلطة.