أعلنت الرئاسة والحكومة التونسية، مراراً وتكراراً، عن موقفها من الأزمة الليبية، وأنها لن تسمح بتقسيم ليبيا وتدعم استقراراها.
اليوم الأربعاء، زعم رئيس الوزراء التونسي أن بلاده هي أكثر الدول تضرراً من الأوضاع في ليبيا، ولذلك فإن الملف الليبي في المرحلة القادمة هو من أولويات حكومته، مضيفاً أن تونس مع الشرعية الدولية ومع الحل الليبي-الليبي، وأنها ضد أي تدخل أجنبي أو عسكري في ليبيا.
المؤشرات على الساحة التونسية تقول غير ذلك، ففي الآونة الأخيرة هاجم سياسيون وأحزاب ما وصفوه بموقف بلادهم المتخاذل مع الأزمة الليبية، وأنهم يطالبون بموقف واضح تجاه تطورات الأوضاع هناك، في ظل وجود تيار سياسي قوي يدعم التدخل التركي في ليبيا كذلك حكومة الوفاق.
ويعزز ذلك التوجه، ما حدث مؤخراً من إعلان الرئاسة التونسية السماح لطائرة تركية، بنقل مساعدات طبية لحكومة الوفاق عبر أحد المطارات التونسية، وتدشين مستشفى عسكري قطري في الجنوب التونسي.
المحامية التونسية وفاء الشاذلي، استنكرت تلك الخطوة، وكتبت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي: “الرئيس قيس سعيد بعد تدشينك للمشفى العسكري القطري بقيلي، الاثنين، وتمجيدك لقطر لاستجابتها السريعة لطلبك منها إعانة تونس فإننا نطلب منك موقفاً واضحاً بخصوص الملف الليبي وبعيدا عن خطابك الغامض وكلماتك الفضفاضة الجوفاء”.
وتابعت: “إنك أدرى من الجميع بحكم صلاحياتك بالخارجية والأمن القومي أن قطر تخوض حربا بالجارة ليبيا على بعد ستين كلم من المشفى العسكري القطري، وطبعاً لا يخفى عليك أن طلبك للمساعدة من دولة متورطة في حرب على حدودنا من شأنه أن يجبرك على التنازل، لأن المثل التونسي يقول: “ما تعطي بلاش كان العقرب”.
ويرى المحامي التونسي عماد بن حليمة، أن غموض موقف الرئيس التونسي تجاه ليبيا، سيكلفه الكثير وعلى حساب السيادة الوطنية، مضيفاً: تركيا وقطر تديران حرباً على ليبيا لتخريبها لذا مطلوب منك أن تحسب جيدا خطواتك.
وأضاف “حليمة” أن راشد الغنوشي، رئيس مجلس نواب الشّعب، له برنامج يهدف لأن يكون هو الحاكم و الآمر في كلّ المسائل التي تعني البلاد و يكون بذلك هو من يحكم تونس، مشيراً إلى أنّ صفة الغنوشي تمكّنه من المشاركة في مجلس الأمن القومي في وقت تتعارض فيه مواقفه مع موقف الدولة فيما يتعلّق بالملف الليبي، وهو ما يشكل خطراً لكونه يتخابر مع تركيا و قطر المتورطة في الأزمة الليبية.
ويتعارض الموقف الرسمي للدولة التونسية يتعارض مع حركة النهضة ورئيسها رئيس البرلمان الحالي راشد الغنوشي، والتي تخدم السياسات التركية والقطرية في ليبيا، بحسب سياسيين.
وقال النائب عن حركة الشعب التونسية بدرالدين القمودي، إن حركة النهضة الإخوانية أعلنت انخراطها في الأزمة الليبية من خلال الاصطفاف وراء محور الإسلام السياسي ودعمه، وكذلك محاولتها تمرير اتفاقيتين مع قطر وتركيا تمسان السيادة الوطنية وتضربان الاقتصاد الوطني لتونس.