العديد من الأسماء، تعاقبوا على تمثيل الأمم المتحدة في ليبيا، وفي أيامهم الأولى من تولي المسؤولية الثقيلة، عقدوا اللقاءات والاجتماعات مع أطراف الأزمة، استمعوا جيدا لما قبل، وألموا بكل الأمور، علموا ما يجب أن يعلموه عما يدور في البلاد، وفي النهاية بقي الوضع كما هو عليه.
عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، خليفة الصربي يان كوبيتش، ذلك السياسي المخضرم وضع الكثيرون آمالهم عليه، بعد أشهر من الجدال حول اسمه، فبعد أن وافق عليه الجميع، اعترضت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، ولكنه في نهاية الأمر جاء بأمر من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
بدأ باتيلي أول أيامه في ليبيا، بسلسلة من اللقاءات، وهي العادة التي ورثها عن سابقيه في المنصب، إجراء روتيني نتائجه دايما ليست مثمرة وخاصة في ليبيا، بلد لها وضع خاص، وأزمتها تعثرت كل الحلول في إنهاءها، وبالتأكيد ما سمعه عبد الله باتيلي من أطراف الأزمة، سمعه كل من سبقوه في المنصب.
بدأت المبعوث الأممي الجديد أول لقاءاته فور وصوله إلى ليبيا، بلقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد دبيبة، في 16 من أكتوبر الجاري، وبالتأكيد علم منه أنه لن يفرط في السلطة، وسمع منه الوعود التي يطلقها كلما ضاق الخناق عليه، فانتهى اللقاء ببيان تضمن عمل الطرفان على الوصول للانتخابات.
وبعدها مباشرة، وفي نفس اليوم، التقى برئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، تبادلا الحديث حول الأوضاع في ليبيا، وسمع من رئيس المجلس الرئاسي وجهة نظره لما يحدث الآن والوضع السياسي بشكل دقيق، ومواقف الدول المجاورة والفاعلة في الأزمة مما يحدث.
وفي اليوم التالي، التقى باتيلي برئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، وهو أحد الشخصيات التي كان لها دور فعال على مدار سنوات مما شهدته البلاد، وشاهد عيان على المسار الذي سارت فيه البلاد حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن.
وفي 18 أكتوبر، التقى المبعوث الأممي، برئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، لمعرفة مصير إنتاج النفط اللي في ظل الأزمة التي يعاني منها العالم الآن، وفي اليوم نفسه، التقى برئيس أركان حكومة الوحدة الفريق أول محمد الحداد، للاطلاع على الوضع الأمني غرب البلاد.
وفي 19 أكتوبر، كان لقاء عبد الله باتيلي، ورئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السائح، لمعرفة استعدادات المفوضية لإجراء الانتخابات والوقوف على مدى جاهزيتها لإجراء الاستحقاق الانتخابي، وبعدها وفي نفس اليوم، التقى بوزيرة خارجية حكومة الوحدة نجلاء المنقوش.
وفي 22 أكتوبر، أجندته خلال زيارته لشرق البلاد ممتلئة، حيث التقى بالقائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، وتبادلا الحديث حول الأوضاع الأمنية والعسكرية، ثم التقى بأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة عن المنطقة الشرقية.
وفي نفس اليوم، رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، ثم لقاءه بمجموعة من الناشطات في مدينة بني غازي.
نشاط ملحوظ ومحمود للمبعوث الأممي الجديد، فكغيره من المبعوثين الأمميين الذين تعاقبوا على المنصب، بدأ عهده بلقاء الجميع، كل الأطراف جلس معهم على طاولة واحدة وناقشهم في كافة الأمور، ولكن هل تبقى حصيلة تلك الاجتماعات صفر، مثلما كانت نتائجها مع سابقيه؟