مؤتمر استقرار ليبيا 2.. تكريس لسلطة دبيبة أم حل للأزمة؟

0
284
دبيبة

مر على ليبيا خلال العقد الأخير من تاريخها العديد من رؤساء الحكومات، بعضهم كان يعد بأمور ولم يفعلها، ولكن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد دبيبة، تفوق عليهم جميعا في إطلاق الوعود دون أن يفعل شئ، ودون أن يقدم شيئاً.

حكومة عبد الحميد دبيبة، نظمت ما أسمته بـ”مؤتمر استقرار ليبيا”، حضره ممثلين عن 31 دولة، وبالتأكيد تلك الأجواء يحبها كثيرا، فهي فرصة مناسبة لإطلاق أكبر قدر من الوعود أمام أنظار دول العالم، وليس شعبه فقط، وهو يعلم وهم يعلمون والجميع لديه علم بأنه لن يطبق منها أي شئ.

فمنذ الأيام الأولى لتولي عبد الحميد دبيبة مقاليد الأمور في ليبيا، وهو يعد بتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات ليبية نزيهة، وأن مرحلة وجوده في السلطة هي مرحلة انتقالية فقط وسيرحل بمجرد انتهاء تلك المرحلة، ولكن في حقيقة الآن لم يهيئ أي شئ، بل عطلها من أجل البقاء لأكبر مدة ممكنة على رأس السلطة.

يعلم دبيبة جيدا أن استمرار هيمنة الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس وما في محيطها من مدن، سيعطل الانتخابات، فعمد على التحالف معهم ومنحهم صلاحيات ومناصب هامة وحساسة في الدولة، حتى تستمر الدولة في فوضتها المعروفة عنها في آخر 10 سنوات.

جاء ملتقى الحوار السياسي بعبد الحميد دبيبة وحكومته، على أن يتعهد بالالتزام بخارطة الطريق الموضوعة من أجل الوصول للانتخابات، فلم يفي بعهده ولم يلتزم بالخارطة، خرقها ووقع اتفاقية ظالمة لبلده وشعبه مع تركيا منح بموجبها خيرات بلاده لهم ليضمن دعمهم له للبقاء في السلطة.

ومع تأزم الأمور وبعد أن اكتشف الجميع أن حكومة عبد الحميد دبيبة لن يأتي منها الخير للبلاد، أعلنت وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش، عن تنظيم مؤتمر “استقرار ليبيا 2″، هو الجزء الثاني من المسرحية الهزلية التي عُرضت على مسارح ليبيا السياسية من قبل ليعلن للعالم مرة أخرى أنه ملتزم بتعهداته.

تعهد عبد الحميد دبيبة أن تكون فترة حكمه للبلاد، هي فترة رخاء وتقدم وتوافر للخدمات، لحين إجراء الانتخابات، ولكن كعادته، يعد ثم يخلف، انعدمت الخدمات وغاب الأمن وعانى المواطن معاناة الأمرين، في حين ينعم دبيبة وحلفاؤه داخل وخارج ليبيا بالخير الوفير، فما هي نهاية خداعه المستمر لشعبه؟