باشاغا يصرف الملايين في بحثه عن التمكين

0
252
رئيس الحكومة الليبية المكلفة فتحي باشاغا ومارك فولبروك، رئيس موظفي داونينج ستريت

يحاول رئيس الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب الليبي، الحصول على دعم دولي يمنحه شرعية في وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، مستغلاً بهض علاقاته في دول أوروبية.


تقرير لصحيفة “صاندي تايمز” البريطانية، كشف عن تفاصيل محاولة فاشلة لرئيس الحكومة المعين من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا لإضفاء الشرعية على منصبه في بريطانيا، عن طريق شركات للرأي العام.


تقول الصحيفة، إنه تم الدفع لمارك فولبروك، رئيس موظفي داونينج ستريت، عن طريق شركة الضغط “فولبروك ستراتيجيز”، لشن حملة أجنبية نيابة عن باشاغا، تستهدف الوزراء ومسؤولي “داونينغ ستريت” والدبلوماسيين.


وأوضحت أن الهدف كان الضغط على الحكومة للخروج عن الموقف الرسمي الذي تتبناه الأمم المتحدة والولايات المتحدة، والاعتراف بسلطة فتحي باشاغا.


صحيفة ذا غارديان، قالت في تقرير آخر حول محاولات باشاغا للحصول على دعم بريطاني، إن حزب العمل، زعم أن منصب مارك فولبروك كرئيس لموظفي داونينج ستريت لم يعد قابلاً للاستمرار بعد أن تم الكشف عن أنه قبل تعيينه حاول تغيير السياسة الخارجية للمملكة المتحدة من خلال ترتيب لقاء وزيرين في الحكومة مع فتحي باشاغا.


وذكرت صحيفة ذا غارديان في وقت سابق أن فولبروك، بصفته الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات فولبروك، ضغط نيابة عن باشاغا، لكن صحيفة صنداي تايمز زعمت أنه رتب لباشاغا أن يأتي إلى لندن في يونيو، حيث التقى بوزير الأعمال آنذاك، كواسي كوارتنج ، ووزير التربية آنذاك نديم الزهاوي.


وعقدت لجنة الشؤون الخارجية جلسة خاصة عبر القمر الصناعي مع باشاغا، قالت عنها الصحيفة إنها لم تكن جلسة غير عادية للغاية نظراً لأن اللجنة لم تكن تجري تحقيقاً في ليبيا في ذلك الوقت، ولا يبدو أنها مرتبطة بأي من أعمالها الأخرى، ومنحت باشاغا إلى حد كبير منبراً للضغط من أجل الحصول على الدعم البريطاني.

وتكشف هذه التقارير تحركات مشبوهة يقودها رئيس الحكومة للحصول على شرعية بريطانية، على الرغم من حيادية لندن تجاه الوضع السياسي القائم في ليبيا، يركز على ضرورة اتفاق الطرفين على شروط الانتخابات الوطنية، على الرغم من لقاء سفيرة المملكة المتحدة في طرابلس، كارولين هورندال، باشاغا بنفسها.


وطالب حزب العمال بإجراء تحقيق كامل ومستقل في تواطؤ مسؤوليين بريطانيين، وآثار ذلك على دبلوماسية المملكة المتحدة ، فضلاً عن الأخلاق واللياقة في الحكومة، وهذا يشمل دور وسلوك الوزراء والمسؤولين في تسهيل زيارة باشاغا والمشاركة اللاحقة ، في انتهاك واضح للموقف الدبلوماسي البريطاني الراسخ، فضلاً عن فشل التدقيق والعملية في داونينج ستريت، بحسب الصحيفة.

ويرى مراقبون أن محاولات باشاغا لن تقتصر على هذا الحد، بل سيواصل رئيس الحكومة الضغط للحصول على دعم غربي، حتى لو تطلب الأمر عقد صفقات واتفاقيات تتيح للغربيين السيطرة على الثروات الليبية.


وحذر مراقبون من الإقبال على تلك الخطوة، وهو أمر ليس ببعيد، كون ذلك أمر منتشر بين المسؤوليين الليبين، فقبل أيام، وقع رئيس حكومة الوحدة المنتهية مذكرات تعاون مع تركيا للتنقيب عن النفط والغاز، وهو الأمر الذي واجهته تركيا بتأكيد دعمها لدبيبة، وأبلغت باشاغا نفسه بذلك.


وهو أمر غير مستبعد في حال أتيح لباشاغا تولي السلطة في ليبيا، أو الفوز بالانتخابات الرئاسية -حال انعقادها- فمن الطبيعي أن يدفع فاتورة الدعم الذي حصل عليه طوال السنوات الماضية، منذ كان وزيراً لداخلية حكومة الوفاق.