ليبيا تنتفض ضد جريمة صبراتة.. غضب دولي ومحلي واسع بعد قتل وحرق 15 مهاجراً

0
3550

جريمة شنعاء ارتُكبت على شواطئ مدينة صبراتة الليبية، حيث قُتل 15 مهاجرا غير شرعيا وحُرقت جثثهم، على أيادي تجار البشر ممن يسهلون لهؤلاء العبور عبر البحر لدول أوروبية تلتقي مياهها الإقليمية مع ليبيا.

تلك الجريمة الي هزت أرجاء العالم، كانت نتاجاً لما تعانيه ليبيا منذ سنوات، انهيار أمني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فسيطرت الميليشيات على مفاصل الدولة، وأصبحت كلمتهم هي العليا، فلم يجدوا رقيبا على أفعالهم، ووجدوا فيمن حكموا البلاد على مدار سنوات الدعم والمساندة اتقاءا لشرورهم والحصول على دعمهم.

حادث صبراتة البشع انتفضت لأجله ليبيا، وأثار موجة غضب واسعة داخليا وخارجيا، وتوحدت ردود الأفعال حول ضرورة ملاحقة مرتكبي هذا الجُرم، ومعاقبتهم أشد عقاب وبشكل عاجل وسريع حتى يرتدع المقبلين على مثل تلك الجرائم.

فمحلياً، دانت وزارة الشؤون الاجتماعية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب اليوم السبت، واقعة العثور على 15 جثة متفحمة على متن وبجوار قارب قرب ساحل مدينة صبراتة.

واعتبرت حكومة باشاغا، في بيان لها، أن الواقعة جريمة بشعة في غياب تام لهيبة الدولة ومؤسساتها الأمنية.

ودعا البيان، وزير الداخلية بالحكومة الليبية  لاتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال الأجهزة الأمنية غير المنظورة للتعرف على الجناة وتقديم قوائم بأسمائهم للنيابة العامة واقتناص الفرصة للقبض عليهم وتسليمهم للعدالة.

وقالت إن ما حدث بمدينة صبراتة ينم عن جريمة نكراء مكتملة الأركان حرمتها كل الأديان وأدانتها كل القوانين وانتبذتها كل الأعراف والتقاليد الاجتماعية وتنافت مع أخلاق المجتمع الليبي المتدين بدين الإسلام الوسطي الحنيف.

ودعت الوزارة إلى التصدي لهذا الفعل على كافة المستويات بكل قوة وحزم بداية من المجتمع المتمثل في أهالي مدينة صبراتة الحضارة والتاريخ المسالمين بطبعهم بدعوتهم للخروج والتعبير سلميًا لاستنكار ما حصل على أرضهم في ظل غياب الأمن وسلطة الدولة وهيبتها.

وطالب البيان مؤسسات المجتمع المدني بالمدينة والمدن المجاورة على ضرورة الخروج ببيانات استنكار لهذا الفعل المشين وتوجيه الأهـالي للمطالبة بفرض هيبة الدولة ومحاسبة المجرمين وواجب التصدي لهم بكل قوة من الجهات المختصة بمكافحة الجريمة والتهريب.

كما أصدر أهالي مدينة صبراتة الليبية، بيانا علقوا فيه على حادث العثور على 15 جثة متفحمة وسليمة كانت على متن وبجوار قارب قرب ساحل المدينة.

وعبر أهالي صبراتة في بيانهم، عن استنكارهم لهذه الأفعال غير الإنسانية التي تستهدف الإنسان وكرامته وحياته.

وقال بيان، نشرته بلدية صبراتة عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك”: “ما حدث ينم عن سلوك إجرامي محرم دينيًا وقانونيًا وأخلاقيًا وواجب التصدي له بكل قوة من الجهات المختصة بمكافحة الجريمة والتهريب، هذا الفعل المشين يستحق الإدانة ومتابعة وملاحقة فاعليه”.

وأكد أهالي مدينة صبراتة أنهم ضحايا هذه الأفعال والمجموعات والشبكات الدولية ويعلنون استنكارهم لهذه الأفعال غير الإنسانية التي تستهدف الإنسان وكرامته وحياته، داعين كافة الجهات الأمنية والضبطية إلى تحمل مسئولياتها وملاحقة الخارجين على القانون.

أما دولياً، أصدرت السفارة الأميركية لدى ليبيا، اليوم الأحد، بيانا طالبت فيه السلطات بالتحقيق في مقتل 15 مهاجرا وطالب لجوء بمدينة صبراتة، مشددة على ضرورة محاكمة المتورطين في هذا الهجوم وتكثيف جهود مكافحة الاتجار بالبشر.

جاء ذلك في تغريدة نشرتها السفارة عبر حسابها على تويتر، بعدما شاركت البيان الصادر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشأن الحادث الذي وقع قبل يومين.

وقالت السفارة في بيانها: “ندين بشدة ما ورد من أنباء عن مقتل 15 مهاجرًا وطالب لجوء على الأقل في صبراتة وندعو السلطات الليبية إلى التحقيق بسرعة في هذا الهجوم المروع، ومحاكمة المجرمين المتورطين، كذلك تكثيف الجهود لمكافحة الاتجار بالبشر إلى أقصى حد.

كما طالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السلطات الليبية بضمان إجراء تحقيق سريع ومستقل وشفاف، في واقعة العثور على جثث متفحمة لـ15 مهاجرا في صبراتة الجمعة الماضية، وتقديم جميع الجناة إلى العدالة.

ووصفت البعثة الأممية في بيان لها حول الواقعة، بأنها عملية قتل شنيعة.

وقالت البعثة، إن الهجوم تذكير صارخ بضعف الحماية التي يعاني منها المهاجرون وطالبو اللجوء في ليبيا، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها شبكات تهريب قوية وإجرامية «تحتاج إلى وقف سريع ومقاضاة.

وأضافت البعثة أنه ورد أن عملية القتل نتجت عن اشتباكات مسلحة بين المتاجرين بالبشر المتنافسين.

أما المملكة المتحدة، فقد طالبت السلطات الليبية بضرورة العمل على تفكيك الشبكات الإجرامية التي تستغل المهاجرين وطالبي اللجوء في البلاد، مشددة على ضرورة التحقيق في حادثة مقتل 15 مهاجرًا في صبراتة وتقديم الجناة إلى العدالة.

وغردت السفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هورندال، عبر حسابها على تويتر بعد مشاركة بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشأن الحادث المأساوي قائلة: “تؤيد المملكة المتحدة هذا البيان تماما”.

وشددت السفيرة البريطانية على أنه يجب التحقيق في هذا الحادث البغيض وتقديم الجناة إلى العدالة، كما طالبت السلطات الليبية بضرورة العمل على معالجة وتفكيك الشبكات الإجرامية التي تستغل المهاجرين وطالبي اللجوء.

كما دعت السفارة الأميركية لدى ليبيا، في وقت سابق اليوم، السلطات إلى التحقيق في مقتل 15 مهاجرا وطالب لجوء بمدينة صبراتة، وشددت كذلك على ضرورة محاكمة المتورطين في هذا الهجوم وتكثيف جهود مكافحة الاتجار بالبشر.