ليبيا تتلقى التبرعات.. أين ذهبت المليارات التي أنفقها دبيبة على التعليم؟

0
283

شعب ليبيا، أحد أكثر الشعوب ثقافة وعلما، شعب آبي يعرف قيمة العلماء والتعلم، فذلك الوطن قَدر المعلم واهتم بطالب العلم، فخرج من صلبه المُعلم المجاهد والأسد الجسور عمر المختار، فكان دِرعا لأمة أرهقتها أيادي الاحتلال الغاشم، ومنارة علوم لأطفال حملوا لواء الكفاح من بعده وحرروا وطنهم.

تَبدل الحال الآن، سنوات من الألم والحزن، من الطمع والقسوة، جعلت من ليبيا في ذيل دول العالم من حيث جودة التعليم، فتعاقبت الحكومات وأنفقت المليارات، وظلت النتيجة واحدة، منظومة تعليمية تأتي في مؤخرة التصنيفات الدولية.

تحولت المدارس إلى ثكنات عسكرية، فقد اتخذتها الميليشيات المسلحة كمعسكرات لها، ودروعا تحتمي بها من بطش أخرى، فانهارات القامات الشامخة، وتحولت المباني المضيئة بالعلم إلى رماد وركام.

فعلى مدار السنوات العشر الأخيرة، وبعد أحداث فبراير 2011 وحتى يومنا هذا، توالت الحكومات، وخصصت ميزانيات ضخمة للنهوض بالعملية التعليمة، وعلى الرغم من كل تلك الأموال الطائلة، إلا أن الوضع ازداد سوءا.

حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد دبيبة، تتولى الآن مقاليد الحكم في غرب البلاد رغم انتهاء مدة ولايتها، كشف ديوان المحاسبة في تقريره السنوي، حجم إنفاق ضخم تخطى الـ 160 مليار دينار خلال عام واحد فقط، فلم نشهد تقدم ليبيا مركزا واحدا في التصنيفات الدولية رغم هذا المبلغ.

الأمر تخطى الحدود، فعندما تخرج مؤسسات دولية مهتمة بالدعم الإنساني والتعليم في الدول التي تفتقر الإمكانيات، وتقول إنها وهبت ليبيا مبالغ مالية ومقاعد من أجل تطوير المدارس أو الاهتمام بالمنظومة التعليمية، في حين يتم إنفاق تلك المبالغ على التعليم، فبالتأكيد تلك الأموال تُنفق في مصارف أخرى لا يعلم عنها سوى من أعطى التأشيرة بصرفها.

وأمس، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا، عن تقديمها مجموعة من المقاعد و”سبورات” لمدرسة سلمان الفارسي، الواقعة بمنطقة أزدو بمدينة زليتن، وكأن كل تلك الأموال لم تصرف للتعليم، وكأن ليبيا بلد تعاني من المجاعة وقلة الأموال والخيرات، في حين أن وسائل الإعلام الموالية لرئيس حكومة الوحدة لم تتطرق لهذا الخبر ولا تناولته عبر منصاتها.