الصحافة في ليبيا.. قلم مقصوف وانتهاكات مستمرة

0
235
الصحافة في ليبيا.. قلم مقصوف وانتهاكات مستمرة

يعاني الصحفيون في ليبيا من انتهاكات متكررة وجسيمة، شاركت فيها حكومة الوحدة المنتهية ولايتها، بين تعسف وتعطيل إجراءات ومنع مؤتمرات، ولا خجل من ممارسة ذلك على مرئى من الجميع.

أمس، تهجم وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة الوحدة، عادل جمعة، على الصحفية زينب شرادة، في ختام المؤتمر الصحفي الذي عقده في طرابلس، وهو الأمر الذي استهجنته النقابة الوطنية للصحفيين الليبيين.

وقالت النقابة، إنها تابعت المؤتمر الصحفي المنعقد عشية السبت 17 سبتمبر لأحد الوزراء بحكومة الوحدة حيث وجهت إحدى الزميلات الصحفيات سؤالاً مباشراً فكان الرد غير لائق وقوبل بالرفض والطرد، مضيفة أنها تستهجن مثل هذه الأفعال والإساءات ضد زملاء المهنة.

وأكدت النقابة على حق الصحفيين في الحصول على المعلومة انطلاقا من مبدأ الشفافية الذي كفلته المادة (14) من باب الحقوق والحريات العامة، معربة عن تضامنها مع الصحفية زينب شرادة في حقها بطرح أي سؤال على الجهات المعنية في حالة المؤتمرات الصحفية أو غير ذلك، حتى يتحصل المواطن على المعلومة الصحيحة ومن مصدرها الرئيس درءاً للفتن والإشاعات وتعزيزاً للثقة بين المواطن والمسؤول أينما حل ووجد باعتبار أن وسائل الإعلام المختلفة والصحفيين هم الوسيط بينهما.

الأمر ليس جديد، فبحسب أخر تقرير لمنظمة مراسلون بلا حدود، الأسبوع الماضي، فإن الاشتباكات الأخيرة -المتكررة- التي شهدتها ليبيا نهاية أغسطس الماضي لها تأثير كبير على عمل الصحفيين في الميدان.

واعتبرت المنظمة أن الصحافة في ليبيا باتت تحت تهديد الميليشيات، مشيرة إلى اندلاع الاشتباكات في طرابلس بين الجماعات المسلحة التي تمولها السلطات الليبية بشكل كبير بمساعدة دول أجنبية في بعض الأحيان في 28 أغسطس، على خلفية التنافس بين الحكومتين المكلفة والمنتهية.

ونقل التقرير عن رئيس إحدى وسائل الإعلام المحلية، قوله إن الصحافة في ليبيا تمر بلحظات من التوتر السياسي والعسكري ما يجعل من الصعب للغاية احترام عملنا حتى لو كان من الضروري متابعة الأحداث وإعلام الناس.

ولفت التقرير إلى أن قادة الميليشيات يرون أنه لا يوجد صحفيون مستقلون في ليبيا وأنهم جميعاً سيخضعون لسيطرة هذه العشيرة أو تلك، هذا يجعلهم أهدافاً محتملة.

وأكدت المنظمة تعدد حالات انتهاك حرية الصحافة في الأسابيع الأخيرة في ليبيا، وكان أكثرها دلالة هو خطف الصحفي علي الرفاوي في سرت في 26 مارس 2022، مشيرة إلى إطلاق مراسل القناة الليبية الخاصة السابقة 218 في 5 يوليو الماضي بعد أكثر من مئة يوم قضاها في الأسر.

وذكرت الشبكة حالة انتهاك أخرى مدرجة في ليبيا، وهي قضية الصحفي محمد مسعود، حيث تعرض مراسل قناة العربية الإخبارية لأحداث عنف من قبل عناصر جرى تحديدهم فيما بعد على أنهم ينتمون إلى الأمن الداخلي الليبي وهذا بينما كان يغطي جلسة لمجلس النواب بطبرق. ونددت المنظمة بهذا الهجوم ودعت السلطات الليبية إلى ضمان سلامة الصحفيين.

وفي مايو الماضي، أكدت المنظمة الليبية للإعلام المستقل، وقوع 14 انتهاكاً ضد حرية الصحافة في الفترة من مايو 2021 إلى مايو 2022، منها 10 اعتداءات ضد الصحفيين في 5 مدن ليبية.
وتصدرت مدينة سرت هذه الانتهاكات بنسبة 40%، ثم كل من مدينتي طرابلس وبنغازي بنسبة 20%، ثم صرمان وأجدابيا بنسبة 10%.

ولفتت إلى أن المرأة الصحفية في ليبيا، لا تزال تتعرض للاعتداء، بعدما شكلت النساء الصحفيات المعتدى عليهن نسبة 10% من إجمالي الانتهاكات ضد الصحفيين، مشيرة إلى استمرار وتيرة الانتهاكات ضد حرية الصحافة، في ليبيا خلال العام الأخير، حيث تنوعت بين إخفاء قسري وقبض تعسفي واعتداء جسدي.

وخلال العام الجاري، دعت منظمة مراسلون بلا حدود، خبراء منظمة الأمم المتحدة إلى التحقيق في انتهاكات جسيمة يتعرض لها الصحفيون في ليبيا منذ عام 2016، مشيرة إلى أن 11 وسيلة إعلامية و12 صحفياً تعرضوا لاعتداءات بما في ذلك عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية والتهديد. قبل فبراير الماضي.