لم تكتف تركيا بالتدخل في الشأن الليبي عبر دعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بالطرق الدبلوماسية في الساحات الدولية، فمنذ أعوام وهى تواصل انتهاكاتها لكافة قرارات مجلس الأمن حول ليبيا بإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى ميليشيات العاصمة لقتل الليبيين، ونقل آلاف المرتزقة السوريين للمشاركة في المعارك ضد الجيش الوطني الليبي الذي يخوض حربا ضد الإرهاب والميليشيات المتطرفة.
إرسال آلاف المرتزقة السوريين
وفي يناير الماضي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إرسال جنوده إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني، معترفا بنقله عددا من عناصر ما يسميه بالجيش السوري الحر للقتال في ليبيا، متجاهلا بهذه الخطوات الدعوات الدولية المطالبة بالتوقف عن إرسال المرتزقة الأجانب في ليبيا.
وسرعان ما تزايدت عمليات نقل المرتزقة السوريين، وبتعاون مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا فتح أردوغان جسراً جوياً بين إسطنبول والعاصمة الليبية طرابلس.
وتشير إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن عدد المرتزقة السوريين الذين دفع بهم أردوغان إلى ليبيا من أجل القتال إلى جانب ميليشيات طرابلس، بلغ نحو 7850 مرتزق، لأجل القتال ضد الجيش الوطني الليبي.
إرسال المدرعات لدعم الميليشيات
من ناحية أخرى تواصل تركيا دعمها للميليشيات المسلحة المسيطرة على طرابلس بالمعتاد العسكرية الثقيلة، ففي يناير الماضي كشفت عملية الجيش الوطني الليبي لتحرير مدينة سرت من الجماعات المسلحة عن استخدام ميليشيات الوفاق مدرعات تركية من نوع “لميس” في نفس المدينة، وهي مدرعات أرسلتها تركيا إلى ميليشيات الوفاق.
وظهر في مقاطع الفيديو التي أعقبت عملية تحرير سرت الواقعة وسط البلاد والتي تبعد 450 كيلو متر عن طرابلس، صوت لأحد عناصر الجيش الوطني الليبي وهو يؤكد أن المدرعة التي تم السيطرة عليها تركية تابعة لأردوغان وأنها جديدة وسيتم استعمالها.
طائرات مسيرة لقتل الليبيين
لم تقف انتهاكات تركيا هنا، فوفقا للمعلومات الواردة من ليبيا، حصلت مليشيات حكومة الوفاق على مئات الطائرات التركية بدون طيار من نوع “بيرقدار TB2″، التي اصطدمت بمنصات الدفاع الجوي للجيش الوطني الليبي التي أسقطت عشرات الطائرات التركية المسيرة خلال الشهور الماضية.
واستغلت تركيا سيطرة الميليشيات على مطار معيتيقة الدولي، ليكون نقطة انطلاق عمليات إقلاع وهبوط الطائرات بدون طيار، لاستهداف منازل المدنيين في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس، ولكن دفاعات الجيش الليبي الجوية تمكنت من تحجيم دور هذه الطائرات التركية ومنعها من تحقيق أهدافها.
استهداف شاحنات الوقود والمؤن الغذائية والطبية
تناقض السلطات التركية لوعودها لم يكن عبر دعم الميليشيات المسلحة عسكريا وماديا فقط، بل أيضا عبر استهداف قوت الليبين ومواردهم، فقبل أسابيع قليلة استهدفت طائرة تركية مسيرة طائرة تحمل شحنة طبية بمهبط مدينة ترهونة جنوب شرق العاصمة الليبية كانت في طريقها إلى وسط ليبيا لمساعدة المواطنين الليبيين في التصدي لفيروس كورونا المستجد.
كما اتهم الجيش الليبي، تركيا بقصف طائراتها للمدنين غربي البلاد، إذ شنت ميليشيات حكومة الوفاق عبر طائرة تركية مسيرة هجوم استهدف قافلة شاحنات غذائية في غربي البلاد، مما أسفر عن مقتل 5 مدنيين على الأقل.
وفي منتصف أبريل استهدف الطيران التركي المسير سيارتي إسعاف قرب مدينة بني وليد وسط ليبيا، ما أسفر عن وقوع ضحايا في صفوف الطاقم الطبي الذي كان مقررا له التوجه لمناطق غرب ليبيا لمساعدة المواطنين على مواجهة الوباء القاتل.
كما استخدمت تركيا في عدوانها على ليبيا الطائرات المسيرة لقصف شحنات الوقود المتوجهة من قبل الجيش الوطني الليبي لمدن وقرى المنطقة الغربية، ففي أول أبريل استهدفت طائرة من نوع بيراقدار ناقلة وقود وشحنتي مؤونة وبوابة أمنية في محيط مدينة بني وليد (180 كلم جنوب غرب طرابلس).