استقر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غواتيرش، على اسم جديد ليتولى منصب المبعوث الأممي لدى ليبيا، وهو المنصب الفارغ منذ 8 أشهر، بعدما اختلفت القوى السياسية الكبرى على الأسماء المرشحة، في ظل رغبة كل منهم في اختيار اسم يتناسب مع سياساته وتوجهاته.
سمى الأمين العام للأمم المتحدة السياسي السنغالي عبد الله باثيلي، مبعوثا أمميا إلى ليبيا، ويبدو أن اختيار هذا الاسم، جاء بعد توافق وموافقة الدول الكبرى العضوة بالأمم المتحدة، وإلا أن نفس الاسم رفضته حكومة الوحدة الوطنية في وقت سابق، بحجة أنه تم اختياره دون أن توافق أو تدلى رأيها في ذلك المقترح عند طرحه.
بالتأكيد تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، يعد بارقة أمل جديدة للكثيرين في حل الأزمة الليبية، خاصة وأن المبعوث الأممي هذه المرة سيكون أفريقي على عكس سابقيه، حيث يتوقع البعض أن يكون أكثر تواصلا وتأثيرا في الأزمة الليبية شديدة التعقيد والتي فشل كل سابقيه في حلها.
تعاقب على ليبيا المبعوثون الأمميون منذ عام 2011 وإلى الآن، ولم يحققوا المطلوب منهم وفشلوا، وهو ما أثبته الواقع المعاش والفوضى العارمة والانعدام الكلى للأمن وغياب كل معالم الدولة في ليبيا، والذي دفع ضريبته الشعب الليبي بكل شرائحه وفى مختلف المناطق، من موت و دمار وهجرة وتهجير ونزوح متواصل ومتضاعف.
تغير المبعوث الأممي إلى ليبيا بشل عام، هو إجراء تتخذه الأمم المتحدة بشكل مستمر ودائم، من أجل أن تقول للعالم أنها مازالت موجودة ولا تزال تقدم الحلول للأزمة الليبية، حتى ولو كانت تلك الخطوة عديمة الفاعلية، إلا أن الآمال تظل معقودة على المبعوث الجديد باعتباره أحد أبناء القارة.
أما عن المهمة التي ينتظرها المبعوث الأمم الجديد، فإن تحقيقه للنجاح على الأرض في الأزمة الليبية مرهون بقدرته على إحداث توازن بين جميع أطراف الصراع الليبي والتصدي للتدخلات الخارجية التي تضعف آمال التوافق في ليبيا، وإن كانت تلك المهمة صعبة إلا أنها تظل ممكنة.
ويعد بيثالي المبعوث الثامن إلى ليبيا منذ 2011، في حال تعيينه رسميا بالمنصب، بعد الأردني عبدالإله الخطيب، والبريطاني إيان مارتن، واللبناني طارق متري، والإسباني برناردينو ليون، والألماني مارتن كوبلر، واللبناني غسان سلامة، والسلوفاكي يان كوبيتش، والمستشارة الأممية الأمريكية ستيفاني وليامز.
ومن المقرر أن يرد مجلس الأمن الدولي على المقترح الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين بيثالي مبعوثا أمميا في ليبيا، وذلك يوم الجمعة المقبل.
