العالم عاجز أمام الميليشيات في ليبيا.. الكل يستشعر القلق ولا حل

0
264

تعيش العاصمة الليبية أوضاع أمنية متفاقمة في ظل سيطرة الميليشيات المتطرفة على المؤسسات بإيذان من رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبد الحميد دبيبة.

ومنذ مساء الجمعة، ضجَّت أحياء طرابلس بطلقات أصوات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وصرخات المدنيين العالقين.

وبلغت حصيلة الاشتباكات في العلصمة الليبية -بحسب وزارة الصحة- 32 حالة وفاة و159 إصابة و102 حالات إيواء، و64
عائلات نازحة، و22 عملية إخلاء و6 مستشفيات متضررة و2 سيارات إسعاف.

وأمام طلقات الرصاص وقف المجتمع الدولي عاجزاً أمام الحل، واكتفى ببيانات إدانة وضرورة وقف التصعيد، متناسياً المشكلة الرئيسية وهي سيطرة ونفوذ الميليشيات على الأرض.

البعثة الأممية طالبت بالوقف الفوري للأعمال العدائية في العاصمة الليبية طرابلس، معربة عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس.

وقالت البعثة إنها تذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وأنه من الضروري امتناع كافة الأطراف عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

كذلك دعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى الوقف الفوري للعنف في طرابلس وتدين أي محاولات للاستيلاء على السلطة أو الحفاظ عليها بالقوة وتؤكد على حماية المدنيين.

جامعة الدول العربية كانت حاضرة أيضاً في جملة الإدانات، وقال أمينها العام: “أستشعر قلقاً كبيراً إزاء الأوضاع في طرابلس وأطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم.. أدعو الجميع إلى الحوار وليس استخدام السلاح”.

وقال رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، العميد خالد عكاشة: “الميليشيات أصبحت قوة قادرة على أن تفرض سيطرتها وتعطل العملية السياسية برمتها، والخشية اليوم من أن تكون الميليشيات على وشك اختطاف العملية السياسية في ليبيا، وهو أمر بالغ الخطورة”.

ويرى الخبير الأمني أن هناك تخوف من أن حكومة منتهية الولاية تتمرس خلف الميليشيات التي أنفقت عليها أموالًا طائلة، فضلاً عن أن الميليشيات خرجت عن طوق السيطرة، وتتلقى أموالاً خارج ميزانية الدولة، وعندما يحصل أي شكل من أشكال التنازع واختلاف وجهات النظر، يكون الاحتكام للسلاح هو الأقرب لما يقومون به”.

وأضاف أن الرؤية غائمة في طرابلس جداً، والمراهنة على الأطراف النزيهة، فهناك أكثر من طرف يناشد مصر التدخل، لأنها تتمتع بعلاقات طيبة بجميع الأطراف، ولديها القدرة ومساحة العمل التي تبني به على الجهد المبذول في ليبيا، وأن تدخل في اللحظات الصعبة، وتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتقييد حركة الميليشيات في الشوارع، ومحاصرة المشهد داخل طرابلس وألا يمتد لمناطق أخرى على أهبة الاشتعال، لأن السلاح أمر منفلت ينذر بجميع أشكال المخاطر”.

واعتبر الخبير الإيطالي البارز بموقع “ديكود 39” الإيطالي، دانييلي روفينيتي، أن الجمود السياسي يؤدي إلى تصدع متزايد في ليبيا.

ولم يستبعد الباحث الإيطالي امتداد الصراع ليشمل الميليشيات الأخرى، مضيفاً: من الواضح أن هذه الاشتباكات نتاج طبيعي للتوتر المتزايد بين حكومة دبيبة التي لا تريد تسليم السلطة في طرابلس، وحكومة باشاغا المكلفة من مجلس النواب الليبي، وأن هذا الجمود السياسي يؤدي إلى تصدع متزايد وتعميق الانقسام بين شرق وغرب ليبيا.