جرائم تهدد النسيج المجتمعي.. لماذا زادت حوادث قتل الأقارب في ليبيا؟

0
388

صدمة مجتمعية يعيشها الشارع الليبي في ظل تتالي حوادث قتل الأباء والأخوة والأمهات، ظاهرة تهدد النسيج الأسري. 

وخلال شهر أغسطس الجاري، وقعت أكثر من 5 حوادث قتل بين الأقارب في ليبيا، ناهيك عن الحوادث التي شهدتها العام الجاري، والذي يتجاوز مجموع الكل أكثر من 10 حوادث قتل بين الأقارب. 

وتعد هذه الحوادث خللا صارخا للقيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية في المجتمع الليبي، الذي يعاني على مدار سنوات من ويلات الحرب والفوضى. 

أمس الإثنين، 22 أغسطس على قتل شقيقه بواسطة سلاح ناري، قالت عنها الغرفة الأمنية المشتركة بنغازي، إن المواطن عمر مختار علي الغويل (43 عاماً) قتل على يد شقيقه في منطقة الوحيشي أحد الأحياء الشرقية، وذلك في مشاجرة مع شقيقه سالم الذي قام بسحب سلاحه على الفور ورمى شقيقه بثلاثة أعيرة نارية في الصدر. 

والأسبوع الماضي، في 17 أغسطس، قتل شاب والده في منطقة اللثامة في بنغازي بسلاح ناري، وقبلها بيوم ألقى مركز شرطة غوط الشعال بطرابلس، القبض على سيدة حرضت وافداً مصرياً على قتل زوجها

والسيدة اعترفت بتحريض وافداً مصريا لقتل زوجها مقابل دفع بلغ مالي يقدر بـ 10 آلاف دينار.

وفي 15 أغسطس كانت الواقعة الأكثر ألماً، حيث تجردت أم من مشاعرها وقتلت ابنها بمساعدة شقيقه في مدينة بنغازي الليبية. 

واعترفت الأمٌ بارتكاب الجريمة بحق ابنها البالغ من العمر 30 عاماً، خنقاً بعد تقييد يديه، بمساعدة ابنتها وابنها الآخر وألقوا جثته في الشارع أمام البيت.

وكشفت مديرية أمن مدينة بنغازي، أن شقيق المجني عليه قام بإسعافة إلى مستشفى الجلاء، بعدما وجد جثته ملقاة أمام منزلهم، وبعد البحث والتحري والعثور على آثار ضربات في الرأس والكتف والرقبة على جثة مكبّلة اليدين، اعترف أن والدته قامت بخنقه بواسطة وشاح أخته وتكبيله بواسطة حبل غسيل حتى فارق الحياة، ثم قاموا برميه أمام المنزل.

وفي الأسبوع الأول من أغسطس قتل أب ابنه في منطقة تغرنة بغريان، حيث أقدم والد الشاب علي مصطفى صابر بقتل ابنه البالغ من العمر 34 سنة لييتم 4 أطفال، قبل أن يقوم بتسليم نفسه للسلطات المعنية.

الأمر جد خطير، فظاهرة كهذه كفيلة بنشر الرعب في المجتمع الليبي، وقد قال عنها علماء وأساتذة علم النفس المجتمعي، أنها نتيجة لمؤثرات الأفكار الضالة والتفكك الأسري وتعاطي المخدرات والحالة النفسية، وهي العوامل التي من شأنها أن تخلق نوعا من الاضطرابات الاجتماعية. 

وترى دراسات وتقارير عن مثل هذه الجرائم، أن انتشار ظاهرة قتل الأقارب هو مؤشر خطير في السلوك الطبيعي الإنساني ويجب النظر أولاً إلى المسببات لكي تنزع المشكلة من جذورها. 

وتحدث البعض عن مجموعة من الدوافع، وهي في ثلاث محاور، الأول المرض النفسي والثاني الفكر المتطرف المنحرف وتعاطي المخدرات فهي أسباب لا تعفي الجاني من المسؤولية الجنائية بحق من تعدى على حرمة دمه وإزهاق روحه.