التعليم في ليبيا منهار.. أين أنفقت حكومة الوحدة 12.5 مليار دينار خلال عام ونصف؟

0
311

انفقت وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي بالحكومة الليبية منذ بداية عام 2021 وحتى الآن ما يقرب من 12.5 مليار دينار، إلا أن مستوى التعليم في هبوط شديد ولا يعبر عن حجم ما أنفق عليه من الحكومة.

وذكرت وزارة المالية بحكومة الوحدة في الندوة التي عقدتها في يناير الماضي عن الإنفاق الحكومي خلال عام 2021، أن وزارة التربية والتعليم أنفقت 8.9 مليار دينار، وأن وزارة التعليم العالي 2.6 مليار.

وحسب البيان الشهري لمصرف ليبيا المركزي عن الإيرادات والإنفاق خلال الفترة من 31/1/2022 إلى 31/7/2022، انفقت وزارة التربية والتعليم خلال تلك الفترة 252 مليون دينار، ووزارة التعليم العالي 887 مليون دينار.

ورغم المبالغ الضخمة التي خصصتها الحكومة لقطاع التعليم عانى قطاع التعليم في ليبيا العام الماضي من مشاكل عديدة، كان أبرزها أزمة الكتاب المدرسي.

وانطلق العام الدراسي في شهر نوفمبر 2021 الماضي، لكن لم يستلم أكثر من مليون ونصف طالب كتبهم في جميع المراحل، ما جعل أولياء الأمور تلجأ للمكتبات الخاصة، لطباعته وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حينها صوراً لأسعار الطباعة التي وصلت إلى 130 ديناراً ليبيا للكتاب الواحد.

كما تفشت في المدارس الليبية ظاهرت الغش في الامتحانات، حيث أكد بعض أولياء الأمور ومن بينهم رئيس الهيئة العليا لتحالف القوى الوطنية، توفيق الشهيبي، أن مراقبي الامتحانات يطلبون من الطلاب الغش في الامتحانات.

وأكد الشهيبي، أن ظاهرة الغش في الامتحانات منتشرة في ليبيا منذ فترة بعيدة وأنه مر بنفس التجربة منذ 24 عاما.

معاناة الطلاب الليبيين لا تنتهي، ومؤخراً قررت وزارة التربية والتعليم بحكومة الوحدة، بإلغاء الأسئلة الاسترشادية طلبة الشهادتين الثانوية والإعدادية التي كانت تسهل على الطلاب دخولهم الامتحانات النهائية.

ما دفع الطلاب بمدن زليتين وبني وليد وبنغازي، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمس الأربعاء، للتعبير عن اعتراضهم على القرار.

وأكد الطلبة خلال وقفاتهم، أنهم “يمرون بفترة صعبة في ظل عدم توفير للكتاب المدرسي”، مشيرين أن الأسئلة الاسترشادية حق شرعي للطالب، ولها دور كبير في نجاح الخطة التعليمية، خاصة في الفترة السابقة والحالية المعقدة، نظراً للعجز الحاصل في عدد من المواد بسبب جائحة “كورونا”.

وذكروا أنهم مروا بعملية ترحيل من السنة الأولى إلى الثانية والثالثة دون وجود تحصيل علمي، مما أدى إلى وصولهم إلى الشهادة الثانوية دون أن يمروا على المناهج الدراسية التأسيسية باعتبارها مرتبطة ببعضها البعض.

وأشار الطلبة إلى قرار وزارة التربية والتعليم تقليص عدد أيام الدراسة إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، مؤكدين أنه “أثر على التحصيل والاستيعاب العلمي للطالب دون اكتمال شرح المنهج العلمي المحدد من قبل الوزارة، مطالبين بضرورة أن تكون الأسئلة الاسترشادية مرتبة حسب الدروس والأبواب لسهولة التحضير الجيد من قبل المعلم والطالب”.

وكانت وزارة التربية والتعليم بحكومة الوحدة ألغت مؤخرا الأسئلة الاسترشادية التي كانت الوزارة قررتها خلال فترة حكومة الوفاق الوطني، بداية من جائحة كورونا التي فرضت قيوداً وتسببت في تعطيل العملية التعليمية لأكثر من مرة بسبب الإجراءات الاحترازية.

والتعليم العالي في ليبيا ليس ببعيد الحال عن التعليم الأساسي فهو يعاني أيضاً من عدة مشاكل، لعل من أبرزها التزوير في الشهادات الجامعية.

ومؤخراً انتشر في ليبيا تزوير الشهادات الجامعية بشكل كبير حتى أن عدد من الوزراء في حكومة الوحدة وجهت لهم اتهامات بتزوير شهادتهم الجامعية للحصول على المنصب.