الغرب الليبي.. تغيرات سريعة وانشقاقات جديدة. ما الذي يحدث؟

0
288

تطورات هائلة شهدتها ليبيا على مدار الأيام القليلة الماضية، وبالتحديد في المنطقة الغربية، ساعات مشتعلة بدأت باشتباكات بين الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، وانتهت بملتقى جمع أعضاء الحكومة الجديدة، وما بين الحدثين، كان الوقع كبيرا والكواليس عديدة، وبالتأكيد ستكون النتائج متوقعة.

ضاق الخناق كثيرا على عبد الحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، الذي أصر على البقاء على رأس السلطة مُحتميا بالميليشيات المسلحة، إلا أن بداية السقوط كانت بقتال دامي بين الميليشيات استمر لأيام، وكانت نتائجه كارثية، فقد أودى تبادل إطلاق النار بحياة مواطنين ليبيين لا ذنب لهم.

ضعف موقف دبيبة لأن المعركة التي راح ضحيتها 13 شخصا وأصيب على إثرها العشرات، بين جهازي الردع والحرس الرئاسي، وفقد رئيس حكومة الوحدة السيطرة بشكل كامل على الأمور، فاستمر كلا الطرفين في التحشيدات العسكرية.

أما عن نتائج تلك الاشتباكات، فنجحت قوة الردع الخاصة برئاسة عبد الرؤوف كاره، في السيطرة على مناطق تابعة للحرس الرئاسي، الذي يقوده أيوب بوراس، وهو ما يعني هزيمة الأخير في طرابلس، الأمر الذي دفع رئيس المجلس الرئاسي إلى تغييره وإقالته، وتكليف العميد عبد العاطي دياب بديلا عنه، لقيادة مهام رئاسة الحرس الرئاسي.

في الوقت نفسه، بالتزامن مع ما كان يحدث من اشتباكات، كان رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي، فتحي باشاغا، في طريقه إلى مسقط رأسه مصراته.

بالتأكيد لم يكن لعبد الحميد دبيبة أن يسمح لباشاغا بدخول غرب ليبيا بتلك السهولة، فحاولت القوة المشتركة التابعة لدبيبة منعه من دخول المدينة، إلا أنه فشل في منعه، الأمر الذي جعل باشاغا يقف على أرض صلبة بعد دخوله أحد أكبر المدن في غرب البلاد والمجاورة للعاصمة طرابلس.

وبتلك الخطوة وبدخول باشاغا إلى غرب ليبيا ونجاحه في تخطي عقبة دبيبة، فقد دبيبة بنسبة كبيرة “كارت” الميليشيات التي كان يحتمي بها ويمدها بالمال من أجل حمايته للبقاء بشكل غير شرعي على رأس السلطة في البلاد.

فقد دبيبة جزءا آخر من سيطرته على غرب البلاد، بعدما استقبلت مدينة الزاوية ملتقى الحكومة الليبية بالفعاليات السياسية والاجتماعية بالمنطقة الغربية، وحضره عدد كبير من وزراءه بعدما نجحوا في دخول المدينة دون عناء.

ومدينة الزاوية، هي مدينة هامة في غرب ليبيا، ولكن ما زادها أهمية، أنها مسقط رأس خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الاستشاري، ومركز قوته، وتنظيم ملتقى الحكومة المكلفة بها، يعني أن وزير الداخلية بالحكومة، عصام بوزريبة، فرض سيطرته بشكل جيد، وتغلب على المشري في معقله.

ملتقى الحكومة الليبية بالمنطقة الغربية، استقر على عدة نقاط في نهايته، أهمها بشكل واضح وصريح، دعم الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا على أن تلتزم بخارطة الطريق ومساعدتها لتخطي المراحل الانتقالية وصولا للانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وتلك النتائج تعد انشقاق في صفوف دبيبة، الذي ادعى أنه يحصل على الدعم من الليبيين، وبالتحديد في غرب ليبيا بالكامل، إلا أن كل ما حدث غير صحيح، ويعني بوضوح أن الخناق يضيق عليه.