أكد نائب رئيس الوزراء السابق للحكومة الليبية المؤقتة، عبد السلام البدري، إن ليبيا في حاجة ماسة إلى شريك مثل الصين، لتطوير قطاعي الصناعة والإسكان، خاصة وأن القوى العاملة الصينية مدربة تدريباً جيداً للغاية، ويتقاضون أجوراً أقل بكثير مقارنة بالدول الأخرى.
وقال البدري، في مقابلة مع صحيفة “ليبيا ريفيو”، إن الوجود الصيني في إفريقيا له أهمية كبيرة، لأن الهدف الصيني هو نمو الدول التي هم فيها، وليس نهب مواردها.
وأشار إلى أن “الغرب له تاريخ مخجل في استعباد إفريقيا وسرقة مواردها الوطنية الضخمة”.
وأوضح المسؤول الليبي أن الشركات الصينية نفذت جزءاً كبيراً من مشروع الإسكان الذي كان مستحقاً، ولكن للأسف لم يكتمل بسبب الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد عام 2011.
وشدد نائب رئيس الوزراء السابق على أن “الصين قادرة على السيطرة الكاملة على قطاع الإسكان في ليبيا، خاصة أنها أول دولة في التاريخ تبدأ التجارة العالمية عبر طريق الحرير”.
وعن فرص الاستثمار في ليبيا قال البدري، إن البلاد غنية بالمعادن التي لم يتم اكتشافها بعد مثل اليورانيوم والصلب والذهب وحتى بعض المعادن النادرة.
وأشار إلى أن ليبيا تحتل المركز السادس عشر بين أكبر دول العالم وتعتبر بوابة أوروبا إلى إفريقيا ومنطقة الساحل، حيث تمتلك أطول ساحل في إفريقيا وأوروبا بطول 1900 كيلومتر.
عند سؤاله عن التنافس الحالي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين حول ليبيا، قال نائب رئيس الوزراء السابق إنهم قلقون بشأن ما هو في مصلحتهم.
كما أشار إلى الضربات الجوية التي شنتها منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على ليبيا، قائلاً إن الدولة الواقعة في شمال إفريقيا دمرت بأيدي أجنبية وليس على يد شعبها.
لقد دمر الناتو ليبيا من خلال الضربات الجوية غير المبررة ودعم الإرهاب، مما أدى إلى التدمير الكامل للعديد من المدن.
وأشار البدري إلى أن ما يقرب من 40٪ من مباني بنغازي دمرت بالكامل، مضيفاً أن جميع المدن الليبية تعرضت للدمار بسبب الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي.
ورداً على سؤال حول التوترات الصينية والتايوانية، قال نائب رئيس الوزراء السابق إن جزيرة تايوان أرض صينية وجزء منها.
وتساءل البدري: “منطقياً، هاواي جزء من الولايات المتحدة، وتبعد آلاف الأميال عن سان فرانسيسكو، هل يمكننا القول إنها ليست جزءاً من الولايات المتحدة؟”.
وأشار إلى أن تايوان تبعد مائة كيلومتر وليس آلاف، وجميعهم صينيون، ونفس اللغة والعرق، “لو لم تكن الصين موجودة، لما كان هناك أي توازن للقوى”.
وأضاف “في الماضي كانت ليبيا في حالة من الحياد التام وتتصرف بطريقة منطقية”.
وأشار إلى أن المشكلة اليوم هي أن الصين قريبة من قمة مخطط العالم لاقتصادات العالم القوية وهذا يزعج الولايات المتحدة التي تسعى إلى خلق روسيا والصين ضعيفتين، حتى يتمكنوا من الحفاظ على هيمنتهم على العالم لفترة أطول.
واختتم البدري تصريحاته، قائلا إن الصين دولة مهمة، ووفقا للبيانات المتاحة الآن، تعد الصين ثاني أقوى اقتصاد في العالم.
وشدد على الحاجة إلى تعزيز العلاقات الثنائية الليبية الصينية ، ليس على مستوى الباعة المتجولين ، ولكن تعزيز العلاقات على مستوى الدولة.